الأخ الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي رحمة الله عليه

هوية الکتاب

بقلم:

المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته)

الطلیعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

وبعد، فهذه جملة من أحوال الأخ الشهيد السيد حسن الشيرازي* .. كتبتها تلبية لما طلبه بعض المؤمنين..

أسأل الله عزوجل أن ينفع به، ويتغمد الشهيد برحمته الواسعة، إنه سميع مجيب.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

الحقد ضد علماء الدين

لقد استشهد الأخ السيد حسن الشيرازي * على يد البعثيين في لبنان، حيث كانوا يحقدون عليه منذ الحكم البعثي في العراق، وقد أظهروا حقدهم الشديد أثناء سجنه في (قصر النهاية)..

وكان يسمى بقصر النهاية لأنه نهاية كل إنسان إذا دخله، وكان سابقاً من قصور الملوكية فبدلوه إلى السجن..

وقد تعرض السيد الأخ * فيه لأقسام كثيرة وقاسية من التعذيب، ذكرت جملة منها في بعض كتبي(1).

وكان من أسباب حقدهم عليه: مواقفه البطولية ضد الظلم والجور والطغيان، فكان رحمة الله عليه ينشد القصائد الرنّانة عليهم، ومن أبياتها:

وهم الشيوعيون إلا أنه

زادتهم الأمويّة النكراء

فإن البعثيين هم الشيوعيون حقيقة في خصوصياتهم، ولكن بزيادة الأموية كما قال رحمة الله عليه .. وقد رأيناهم في العراق بعد مجيئهم إلى الحكم..

علماً بأن الغرب هو السرّ في مجيئهم وليس المبادئ الخاصة، فليسوا بشيوعيين ولا بعثيين ولا أمويين بالمعنى المصطلح، وإنما هم حزب جاء بهم الغرب إلى العراق للانتقام من الشعب العراقي لقصة ثورة العشرين الشهيرة (2)، كما انتقموا من إيران لقصة التنباك(3).

فان الغربيين _ بالإضافة إلى إنهم مستعمرون _ أشد عداوة للشعوب التي تحاربهم ولو في الجملة، وهذا هو من أسباب تحطم بريطانيا ومن أشبه، بينما كانت الأرض لهم قبل خمسين سنة وكانوا يعبّرون عنها بقولهم: (السلطة التي لا تغرب على أراضيه الشمس)، فان الشمس كانت تشرق على ما سيطروا عليه

من الأراضي وتغرب عليها كذلك، وكان عندهم الهند والصين وأفريقيا ومصر وكثير من مواضع آسيا وغيرها... على ما هو مذكور في مستعمراتهم.

رؤيا صادقة

رؤيا صادقة

وقد رؤي الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في قصة ثورة العشرين عندما كان الشيخ محمد تقي رحمة الله عليه (4) يحاربهم، فاشتكى الرائي إلى الإمام عليه السلام البريطانيين الذين عاثوا فساداً في العراق..

فقال الإمام عليه السلام له: «لأقصمن ظهرهم» بهذه العبارة..

وبالفعل أخذت شمسهم تغيب يوماً بعد يوم، بينما الاستعمار الأميركي أخذ مكانهم في كثير من البلدان.. كما استقل كثير من البلاد عن الاستعمار البريطاني تفصيلاً أو إجمالاً، كالهند على وسعتها، والصين كذلك، وعدد من البلدان الأفريقية والآسيوية..

حتى أصبحت هي في الحال الحاضر تبعاً للأمريكيين في كثير من القضايا، علماً بأنهم(5) أيضاً لم يتمكنوا من البقاء مستعمرين، وهكذا تكون سنة الظالمين..

فان الدنيا دول، كما يعبر عنه القرآن الحكيم: *كي لا يكون دولةً بين الأغنياء منكم*(6)، والله سبحانه وتعالى يمتحن البشر كأفراد وكمجتمعات وأمم، وذلك بإعطائهم المال والقدرة والعلم والسيطرة وما أشبه، فإذا أساؤوا التصرف في ذلك أخذ منهم ما وهبهم..

فالأمر دولة وتداول بين الناس.. كما رأينا ذلك في دولة بني أمية وبني العباس ومن أشبه، قال تعالى: *وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون*(7).

الفصول الخمسة

وسنشير بإذن الله تعالى في هذا الكتاب إلى خمسة فصول: فصل في الملوكية. وفصل في الشيوعية. وفصل في القومية. وفصل في العفوية. وفصل في البعثية (8).

وإلى بعض ما يرتبط بأحوال الأخ الشهيد رحمة الله عليه في أيام أولئك الحكام الذين استولوا على العراق بأمر من الأسياد..

فقد كان الملكيون أيضاً عملاء لبريطانيا، لكنهم لم يكونوا كالذين أتوا من بعدهم.. حيث كانت في العائلة الملكية أناس لهم بقايا شرف، وقد تحولوا من الحجاز إلى العراق في زمان فيصل الأول(9) ثم غازي الأول(10) ثم فيصل الثاني(11) الذي عمل الغربيون انقلاباً في العراق آنذاك، وأبادوا دولة

العائلة الملكية كلها، فان من سياسة الغربيين أنهم يأتون بشخص ليخدمهم ثم بعد أن استفادوا منه يقلبون الأمر عليه، فقد قتلوا فيصل الأول بالسم في البلاد الغربية..

وقتلوا غازي بالحديد كما علمنا في وقته وذلك باسم انه اصطدم بعمود الكهرباء، بينما لم يكن الأمر كذلك، بل كان راكباً معه في السيارة رجل بريطاني وفي أثناء الطريق ضربه بعمود من حديد مما أهلكه.. وأخيراً قتلوا فيصل الثاني بالانقلاب القاسمي المشهور.

وقد قام الغربيون بقتل كبار العلماء في مختلف البلاد الإسلامية وذلك عبر عملائهم. فكان السيد حسن رحمة الله عليه قتيلهم في لبنان..

والسيد موسى الصدر رحمة الله عليه (12) قتيلهم في ليبيا..

والسيد مهدي الحكيم (13) قتيلهم في الخرطوم..

والسيد باقر الصدر(14) قتيلهم في النجف الأشرف. إلى غير ذلك مما هو مشهور، ثم إن الغربيين يعملون عادة عبر الوسائط لا مباشرة.

لماذا الانقلابات العسكرية

كان شخص يسمى ب_(فؤاد عارف) وهو من الانقلابيين في زمان قاسم(15)، وقد أصبح في دوره وزيراً وكانت بيده وزارتان، وكان فترة متصرفاً لكربلاء المقدسة، وهو كردي بسيط.

قال: كنت صديقاً لوزير الخارجية البريطانية فقلت له يوماً: لماذا حصل الانقلاب في العراق وقد كان العراق في أيام الملكية في الرفاه والراحة والأمن والسلام،ولماذا جئتم بهؤلاء الانقلابيين وغيرتم الحكم؟

قال: كان سبب ذلك هو تأخير تنفيذ أوامرنا، حيث إن في أيام الملكيين إذا أردنا جعل قانون في العراق.. احتاج الأمر إلى سنتين حتى يطبق ذلك القانون، حيث كان من اللازم عرض القانون على مجلس الأمة أولاً، وبعد التداول والقبول يعرض على مجلس الأعيان، وبعد البحث والتصديق يعرض على الصحف والإذاعة وما أشبه، وبعد المصادقة (ومن المعلوم أن كل ذلك يستلزم أتعاباً كثيرة وتداولا وتأخيراً) يصل إلى رأي الملك، فإذا أمضاه صار قانوناً..

ونحن لا

نملك وقتاً لمثل هذه المداولة والمطاولة، فصنعنا الانقلاب فصار الأمر فوراً، حيث نتصل بفلان _ وكان عميلاً لبنانياً مسيحياً لهم في بغداد يعمل تحت غطاء الاستاذ في الجامعة _ فكان يذهب فوراً بعد الاتصال به إلى (عبد الكريم قاسم) ويقول له ما أردناه، ففي نفس اليوم أو الغد كان يصبح قانوناً بأمر عبد الكريم قاسم، وكان هذا الرجل _ العميل البريطاني _ مشهوراً في الكتب استخدمه العراق للتدريس في جامعة بغداد، وكان له غرفة خاصة به، ولم يكن متزوجاً، فعند اتصال البريطانيين به كان يذهب إلى الدفاع، وفيه قاسم فيقول لقاسم بالأمر البريطاني فينفذه فوراً وبدون أية مناقشة.. وهذا أسهل بكثير من فترة الملكيين!

قصة نوري السعيد(16)

قال الحاج محمود الأسترآبادي _ وهو الذي اختفى (نوري السعيد) في داره _: كنت ذات يوم في البيت وإذا بنوري سعيد دخل داري في ملابس نسائية وكان خائفاً بشدة.. فذهب إلى سرداب دارنا واختفى هناك، وكان مضطرباً جداً.. كان يخرج من السرداب كل ساعة وينظر إلى السماء. فقلت له: ماذا تنظر.

قال: أنظر لكي أعرف أن الانقلاب هل هو انقلاب بريطاني أو انقلاب واقعي، فإذا كان انقلاباً بريطانياً فقد انتهى كل شيء، وإذا كان انقلاباً واقعياً ضربه حلف بغداد، وهو حلف بين بريطانيا وتركيا والعراق وإيران على تفصيل مذكور في المفصلات.

قال: ولمّا لم تظهر الطائرات في السماء لضرب الانقلاب، قال نوري السعيد: إنه عمل بريطاني وانقضى كل شيء. وكان من أمر نوري السعيد انه خرج من الكاظمية قاصداً بغداد، منطقة الباب الشرقي متخفياً بزي النساء، فحين نزوله من السيارة، كشف أمره فهجموا عليه وقطعوه إرباً إربا، في قصّة مشهورة.

الفصل الأول: فترة الملكيين

الملكيون

كنا، أنا والأخ رحمة الله عليه وجماعة آخرون نصدّر مجلة باسم (الأخلاق والآداب) وذلك لأول مرّة في كربلاء المقدسة وبأعداد كبيرة آنذاك، أحياناً تصل إلى خمسة آلاف.. وحيث إن رئيس الحكومة نوري السعيد لم يَرقه ذلك، أمر بغلق المجلة وسجن القائمين بها، كسجني وسجن الأخ السيد حسن رحمة الله عليه وسجن جماعة آخرين كانوا مشاركين في إصدار المجلة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك حيث إن انقلاب قاسم أودى بهم..

وقد كانت العراق آنذاك في غليان من الفساد. فالحكومة كانت تفتح المخمر والمقمر والمبغى في كل مدينة وقرية حتى ان ذات مرة ذهب متصرف بغداد إلى بعض القرى فلم يجد الخمر على المائدة فسأل عنها، قالوا له: لا خمر في هذه القرية حيث إنها محافظة وصغيرة، فرجع إلى بغداد

وأمر بنقل القائم مقام جزاءً لفعلته وذلك بعد أن فتح المخمر في القرية..

وهكذا كان المقمر والمبغى يفتح في كل مدينة مدينة وقرية قرية وكان الفساد منتشراً بشكل غريب، نعم يستثنى من ذلك النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء، وكان الاستثناء اسمياً وصورياً أكثر من كونه واقعياً حيث كانت تلك الأمور في هذه البلاد مخفية، من دون القمار الذي كان منتشراً في كل مكان حتى إنّا قررنا ذات مرة مع جماعة من الخطباء كالشيخ عبد الزهراء رحمة الله عليه (17) والشيخ حمزة رحمة الله عليه (18) والسيد مرتضى(19)ومن أشبههم باغلاق محلات القمار في كربلاء المقدسة وحسبناها فكانت سبعمائة مقمر!.

وقد تعبنا تبعاً كثيراً طال سنة كاملة واستعنا بعلماء النجف الأشرف والمتنفذين في بغداد حتى تمكنا من إغلاق المقامر.

ومن المعلوم أن الدين إذا غلب، تكون الظواهر صالحة، بينما إذا انعدم الدين أصبحت المظاهر فاسدة. وهكذا كنا نعيش تلك الظروف والكل يترقب التغيير، لأنه عندما يُترك كلام المصلحين فالمترقب هو التغيير. نعم الأمور المادية كانت حسنة حسب الظاهر حيث كانت في البلاد أحزاب حرة ونقابات متعددة، ومن الواضح أن الأحزاب الحرّة تنافس بعضها بعضاً، وتناهض بعضها بعضاً، فتكون النتيجة بصالح الناس، وقد كان في العراق أربع وأربعون حزباً وكان بعض رؤسائهم من المعروفين، كمحمد مهدي الوهاب من حزب الدستور، وعبد الحسين كمونه(20) من حزب الأمة، وحزب الأمة كانت مرتبطة بصالح جبر(21)، بينما حزب الدستور كان مرتبطاً بنوري السعيد.

وهكذا بقية الأحزاب العديدة كحزب الاستقلال، والحزب الديمقراطي وما أشبه، مما ذكر تفصيله في بعض الكتب المعنية بهذا الشأن. ومن الواضح أن مع وجود الأحزاب الحرّة تكون البلاد في أمن ورفاه نسبي، فقد ذكر غاندي(22) بعض الإشكالات على الأحزاب الحرّة لكنه أخيراً

قال: إن أفضل نظام وصل إليه العالم في الحال هو نظام الأحزاب الحرة والديمقراطية والانتخابات الحرة وتبديل الرئيس..

كما هو متعارف اليوم في الغرب، حيث لا يجد الدكتاتور _ عادة _ منفذاً في مثل هذا النظام.

الفصل الثاني: فترة الشيوعيين

الشيوعيون

بعد انقلاب عبد الكريم قاسم سيطر الشيوعيون على العراق.

وكان عبد الكريم قاسم رجلاً غربياً سبب سيطرة الشيوعيين على الشعب العراقي، وكان شعار الشيوعيين:

لا إله.. ولا أخلاق .. ولا مال.. ولا دين.. ولا عائلة..

وتحت هذه الشعارات كانوا يعملون كل فساد وإفساد، مما إذا رآه الإنسان أذعن بواقعهم الفاسد، فانه لا تأتي أعمالهم حسب الموازين العقلية ولا الشرعية ولا العرفية إطلاقاً.

حسن الركاع

وقد سلّطوا شخصاً يسمى ب_(حسن الركاع) وكان ركاعاً قبل الانقلاب في المسيب.. فكان يعمل كل ما أراده هواه كأنه الحاكم المطلق.. وكان يملأ القناني بالعقارب ثم يأخذ بريئاً ويجعله عارياً ويربطه بالأرض ثم يصبّ العقارب على جسم الضحية حتى يكثروه لدغة فيموت.

نماذج من التوحش

وهكذا كانوا يعملون ظلماً وجوراً واستبداداً ويقتلون الناس الأبرياء بمختلف أقسام القتل.. إلى غيره من هتك العرض والتعذيب الغريب، فكانوا يضعون العصى الغليظة في عقب بعض أصحاب المال ثم يسحبونه على الأرض مسافة طويلة.

وذات مرة نهبوا شارع الإمام علي عليه السلام في كربلاء المقدسة حتى أعمدة الحديد الثقيلة التي كانت هناك، وقد وفق الله الحاج صالح عوز بان يجعل محله ذاك مسجداً.

وكانوا يجرون الناس بالحبال أحياءً في الشوارع، في كربلاء المقدسة وغيرها. وربما ربطوا رجله بسيارة وجروه في الشارع حتى يتقطع. وربما ربطوا رجليه بسيارتين متخالفتي الاتجاه وجروه حتى ينشق نصفين!

وقد نقل لي بعض الأصدقاء انهم شاهدوا في شفاثة وهو محل قريب من كربلاء المقدسة أن الشيوعيين قتلوا معلماً بهذه الكيفية، ثم جعلوا جثته في منطقة وأخذ العشرات من شبابهم يأتون الجثة ويلطخون أيديهم بدمائه ويهتفون بهذا الشعار: (هذا جزاء الخونة).

وربما أخرجوا المظاهرات وأخذوا يهتفون بالأباطيل فكانوا يقولون في مظاهراتهم كما رأيناهم في كربلاء المقدسة:

(ماكو مؤامرة تصير.. والحبال موجودة).

وكانوا يخرجون البنات بالألوف في شوارع كربلاء ليهتفن:

(بعد شهر.. ماكو مهر.. انذب القاضي بالنهر).

وكان أعداد من الشباب الفاسقين يجتمعون في مقرات الحزب وتجمعاتهم ويزنون بالنساء ويلوطون بعضهم ببعض على مرآى الأشهاد... ومن كثرة الزنا في أيام قاسم وكثرة الأجنة غير المشروعة أرسل قاسم ليأتوا من الغرب بسبعة أطباء جاءوا لإجهاض البنات فكانوا ليل نهار يجهضون البنات الحوامل.

من مواقف الوالد

وقد أرسل والدي رحمة الله عليه (23) رسولاً إلى متصرف لواء كربلاء المقدسة يمنعه عن هذه الأعمال التي تهين كرامة المرأة وعزتها وشرفها..

فقال المتصرف: قولوا للسيد الشيرازي: إن لم يحب مثل هذه الأمور فليخرج، فان البلد ليس بلده.

فقال والدي رحمة الله عليه للرسول: قل للمتصرف انه إذا أراد مثل

هذه الأمور فليخرج هو من البلد، فإن البلد بلدنا ونحن أبطال الاستقلال في ثورة العشرين، حيث إن المرحوم الشيخ محمد تقي(24) قائد الاستقلال كان خالاً لوالدي رحمة الله عليه ، وكان والدي معه مضافاً إلى مجموعة أخرى من العلماء والمجاهدين.

الاستهزاء بالدين

وكان المدراء والمتصرفون ومن أشبههم من الشيوعيين ينكرون الله ويستهزئون بالقيم والمبادئ.. فإذا راجعهم إنسان مؤمن لقضاء عمل.. امتنعوا عنه، فإذا قال ذلك المؤمن: أيها الرئيس أو المدير أو المتصرف أو المعاون أو القائم مقام أو من أشبه، اعمل هذا بحق الله أو في سبيل الله، كان يجيبه مستهزئاً: (الله في إجازة) وذلك بتعبيرهم الجلفي العامي.

ولما صار الانقلاب على قاسم وقتل، جاء عبد السلام عارف(25) إلى الحكم فأرسل جلاوزته _ وكان يسمون ب_(الحرس الوطني) بينما جلاوزة قاسم كانوا يسمون بالمقاومة الشعبية _ لاعتقال هؤلاء فجمعوهم في بغداد وجرّدوهم عن ملابسهم ثم جعلوا المنافخ في أدبارهم ونفخوا بطونهم حتى انشقت، فقتلوا بهذه الكيفية.

مع متصرف كربلاء المقدسة

وذات ليلة ذهبت أنا والأخ السيد حسن رحمة الله عليه وجماعة من خدمة الروضة المباركة كالسيد سعيد زيني، والسيد عبود الشروفي، وجماعة آخرون من الشخصيات والوجهاء.. إلى المتصرف، لنقول له بأن الشيوعيين يعملون في هذه المدينة هذه الأعمال الشائنة وهذا لايجوز ولا يناسب قداسة كربلاء المقدسة..

وقال له السيد محمد علي الطباطبائي رحمة الله عليه: هل أنت متصرف الليل أو متصرف النهار، فان كنت متصرفاً في الليل والنهار فلماذا يعملون الشيوعيين هذه الأعمال المشينة؟!. فلم يكن للمتصرف جواب..

قتل الأبرياء

إن الشيوعيين كانوا يقتلون الناس اعتباطاً وبلا سبب، وكانوا ينهبون المحلات ويرعبون الناس.. ولذلك اضطر العديد من رجال الدين ومن خدمة روضة الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام وغيرهما من الوجهاء أن يحملوا السلاح دفاعاً عن أنفسهم، وقد أصرّوا عليّ بحمل السلاح لكنني أبيت ذلك، حيث لا أعتقد بالعنف وكان رأيي (السلام) وذلك في قصة طويلة.

وقد قال لي الشيخ عبد الزهراء رحمة الله عليه (26): احمل (مقص سنجر) فانه ليس بسلاح وتتمكن أن تدافع به عن نفسك، قلت له: لا أفعل.

الأسرة في عهد الشيوعيين

وقد كان الشيوعيون يعملون لإلغاء دور الأسرة في المجتمع وترك الحديث والبحث عن دعمها وتقويتها، حيث كانوا يرون أنها لا تؤثر في تطور المجتمع، بل إنها مصدر من مصادر الاستغلال والتخلف! فيجب تحطيمها. كما كانوا يرون لزوم تحويل مسائل الإنتاج إلى الملكية العامة وإلغاء الملكية الفردية، فتصبح إدارة المنزل الخاصة صناعة، وتصبح العناية بالأطفال وتربيتهم قضية عامة، فيأخذ المجتمع على عاتقه تربيتهم دون الأسرة. كما إن المرأة تكون عند الشيوعيين مشتركة بين الجميع ولاتختص بزوجها، فيستفيد منها من يشاء..

فأباحوا مقاربة جميع النساء من دون استثناء، كيف ما شاءوا، سواء أكان ثمة زوج أم لم يكن، وقالوا: بأن ذلك يكون سبباً لاختفاء الخجل الذي يساور قلب الفتاة من جرّاء الارتباط بكل الرجال والنساء، وهذا من أهم عوامل نمو الاقتصاد _ حسب زعمهم _.

فأباحوا للمرأة أن تسلم نفسها لمن تشاء، سواء أكان أباً، أو أخاً، أو ابناً، أو زوجاً، أو غير ذلك.

ومن المعلوم أن هذه الطريقة دعوة صريحة إلى هدم العائلة وتحطيمها وتقليص تأثيرها الإيجابي إلى الحدّ الذي توكل فيه رعاية الأطفال للمؤسسات الاجتماعية العامة دون الأبوين، وهذا يوجب إشاعة الإباحة الجنسية والفساد الخلقي، والحث

على نزع لباس الحياء والعفة والدعوة إلى التحلل من جميع المسؤوليات العائلية لكل من الرجل والمرأة، وقد قال أحدهم بكل فخر!: جعلت زوجتي مباحة لمن شاءت من الرجال، كما إن امرأتي جعلتني مباحاً لمن شئت من النساء.

وقد أدخل قاسم إلى العراق _ بالإضافة إلى الشيوعية _ الإباحية الصرفة، حتى انه كان في ليالي الجمعة يجلس هو وبعض ضباطه أمثال العبدي والمهداوي والوصفي ومن أشبههم وراء التلفزيون مع راقصات عاريات حتى من ورق التوت ويرقصون أمام الناس، مما كان يسبب ان ينجر الشباب إلى الفساد وأقل ذلك انهم يحتلمون عند النظر إلى تلك المناظر المثيرة اللاأخلاقية، وهكذا كان يعمل قاسم كل الأعمال المنكرة.

وقد قال لنا مدير شرطة كربلاء واسمه (عبد الملك): إن مسؤولا في بغداد أمره بأنه إذا نازع شيوعي وشخص آخر، فاللازم إعطاء الحق دائماً وأبداً للشيوعي، وإن كان الحق واقعاً مع خصمه فاللازم الحكم لصالح الشيوعي وان يسجن من يكون معارضاً له، وذلك دعماً للشيوعية والشيوعيين.

مع سلطان الواعظين الشيرازي

وقد نقل لي المرحوم سلطان الواعظين صاحب (ليالي بيشاور)(27) وكان من أصدقائنا:

إنه ذات مرة في أيام قاسم، جئنا إلى العراق للزيارة، وذهبنا في الكاظمية إلى الحمام، وقد كنا جماعةً من الإيرانيين وإذا بشرطة (عبد الكريم قاسم) يقتحمون الحمام وكان البرد شديداً، فأخذونا بدون ملابس ونحن عراة إلا بفوطة الحمام فقط، ثم أركبونا السيارات الكبار والناس ينظرون إلينا وذهبوا بنا إلى الدفاع، وكان تحت الدفاع _ كما رأيت ذلك بنفسي أيضاً _ سراديب تدخل فيها السيارات الكبار..

قال: فأدخلونا ونحن عراة في تلك السراديب.. ورأينا هناك خلقاً كثيراً أيضاً من النساء والرجال معتقلين. قال: وكنت أنا مريضاً ولم يكن لنا شيء يمنعنا من البرد، وبعد فترة جاءوا بملابسنا من الحمام..

وكان

السبب في اعتقالنا ما كانوا يقولونه من أن هؤلاء _ أي الإيرانيين _ أعداء الثورة، لأنه كان بين الشاه(28) وعبد الكريم قاسم نزاع، حيث إن قاسم كان انكليزيا والشاه كان أمريكياً.

قال: وبعد ثلاث ساعات من مضي الظهر ادخلوا إلينا عربات من التمن والمرق وكانوا يصبون التمن والمرق في أي شيء يجدونه هناك، فكان هناك بعض ظروف النفط فصبوا فيها ذلك، أما أنا فلم أتمكن من الأكل.. ثم تركونا حتى وقت متأخر من الليل وبعد ذلك أمروا بإخراجنا فركبنا السيارة وجئنا إلى كربلاء المقدسة، وقد تمرضنا بسبب ذلك.. فكان رحمة الله عليه يراجع الطبيب، وقد ذهبت إلى زيارته، ومن أثر ذلك بقي في كربلاء المقدسة مدة يعاني من المرض.

نعم لم يكن للإنسان كرامة في عهدهم.. فهذا السيد على جلالته وعلى خدماته الكبيرة في كتاباته ومنابره.. هكذا يهان، لأن سياسة بلادنا لا تعرف المنطق وتعمل ما تشاء.

ضرب الزوار حتى الإدماء

ونقل لي شخص آخر: إنه قد خرج هو وجماعة من إيران قاصدين زيارة العتبات المقدسة في العراق، وفي الطريق أمر الشرطي بإنزالهم من السيارة، فأنزلوهم وأخذوا يضربونهم بالعصا ضرباً مبرحاً، حتى أدموهم، ثم أركبوهم السيارة وأمروهم بالرحيل..

فلم يكن للأمر حساب ولا رقابة، ولا معادلات منطقية للثواب ولا للعقاب، وإنما مجرد أن راديو إيران كان يسب العراق وراديو العراق يسب إيران والشعب هو الضحية، وكان الواقع هو النزاع بين أمريكا وبريطانيا لكنه يظهر بهذه المظاهر.

والمرحوم الأخ السيد حسن رحمة الله عليه كان له دور كبير في التصدي لهذه المنكرات، فكان يذهب مع عدد من الوجهاء لملاقاة الحكام والمتصرفين في لواء كربلاء المقدسة، أو الوزراء في بغداد لأجل الضغط عليهم للصد عن هذه المنكرات أو التخفيف من هذه الحدة..

وقد ذهب أكثر

من مرة إلى بغداد مع الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمة الله عليه، والسيد ناجي العميدي، والسيد صادق الشهرستاني، والشيخ حمزة الزبيدي، ومن أشبههم لأجل ذلك .

وقد ذهبت،أنا مع السيد سعيد الزيني رحمة الله عليه إلى بغداد والتقينا بعبد الكريم قاسم، وتكلّمت معه ثلاثة أرباع الساعة إتماماً للحجة، وكان يظهر الوطنية وانه يعمل كل ذلك لأجل الوطن ولأجل إعزاز المسلمين! وأخذ يتظاهر باحترامنا وقال: إني أرتاح لرؤيتكم لأني أحب الصالحين!

نهاية مطاف الشيوعيين

وكان الذي أودى بقاسم أخيراً القومية، حيث انه اعدم ثمانية عشر من الضباط المسمين بالأحرار عند (ام الطبول) وهو على مشارف بغداد، فظهرت حركة الشواف في الموصل، فحاربها عبد الكريم قاسم، ثم ظهرت حركة الأكراد وان كانت لحركتهم جذور قبل قاسم، لكن في زمانه اشتدت الحركة، فان الشاه كان يدعمهم، فكانوا يقومون بتحركات ضد عبد الكريم قاسم..

وهكذا.. إلى إن انتهى الأمر بإخراج الإيرانيين من العراق، وكان ذلك موقفاً ضد الشاه. فقد صودرت أموال الإيرانيين ودورهم وسائر ما يتعلق بهم، وأخرجوا من العراق بطريقة مؤذية، حيث استعملوا العنف في إخراجهم، وقد حدث ذلك عدة مرات.. علماً بأن العديد من الذين أخرجوا لم يكونوا إيرانيين، بل كانوا عراقيين، لكن أخرجوا باسم الإيرانيين لأن الحركة هذه كانت في الواقع خطة بريطانية ضد الشيعة.

الفتوى ضد الشيوعيين

ولمحاربة الشيوعية والصد عن جرائمهم أفتى الوالد رحمة الله عليه (29) مع السيد محسن الحكيم رحمة الله عليه (30) والسيد عبد الهادي الشيرازي رحمة الله عليه (31) وغيرهم: بأن الشيوعية كفر والحاد..

وكان اجتماع السيد الحكيم رحمة الله عليه مع الوالد في دارنا، وقد نظّم بعض الشعراء بهذه المناسبة أبياتا قال فيها:

هذا هو المهدي يسمع محسناً

وترى الحكيم يحدث الشيرازي

وأخذت بعض الصور عنهما وهي موجودة إلى اليوم.

الفصل الثالث: فترة القوميين

القوميون

القوميون والبعثيون قتلوا عبد الكريم قاسم، لأن البريطانيين انتهت استفادتهم من قاسم وأخذ لا يطيعهم حرفياً في كل شيء، فعجزوا عنه وقتلوه..

وجاء القوميون إلى الحكم بزعامة (عبد السلام عارف) (32) وكان ثائراً على اصطلاحهم مع عبد الكريم قاسم، لكنه حيث كان قومياً وعبد الكريم شيوعياً عزله عن وزارة الداخلية التي مُنحت له في أول الثورة وتركه وشأنه يُفسد كما يشاء.

ولما جاء إلى الحكم وأخذ يفعل من الظلم والاستبداد، ذهب إليه الأخ السيد حسن رحمة الله عليه والمرحوم الشيخ عبد الزهراء رحمة الله عليه وجماعة آخرون من العلماء والوجهاء ليتكلموا معه في إصلاح المفاسد، لكنه لم يصلح شيئاً.. وكان ضد الشيعة بما للكلمة من معنى.

وجاء يوماً إلى كربلاء المقدسة وذهب إلى النجف الأشرف وأراد ملاقاة السيد الحكيم رحمة الله عليه ..لكن السيد رحمة الله عليه لم يسمح له بذلك وكلما أصرّوا على السيد بلقائه رفض أن يلتقي به احتجاجاً على ما كان يفعله من الجرائم. وهكذا كان عارف غاضباً على الشيعة عامة وعلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة خاصة.. إلى أن رأى الغربيون أن يغيروه فأمروا بحرقه في البصرة حينما أسقطوا طائرته.. وقد نُظم بيت حوله:

صعد لحم نزل فحم

رؤيا الشيخ الكعبي رحمة الله عليه

وقد حدثني الشيخ عبد الزهراء رحمة الله عليه قبل احتراق عارف: إنه رأى في المنام أنه تشرف لزيارة مشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وكان الإمام عليه السلام جالساً في الضريح.

قال: وإذا بي رأيت أن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام يتكلم مع شخص، فتوجّهت وإذا بأمير المؤمنين عليه السلام داخل في الحرم، فقال الإمام موسى بن جعفر عليه السلام لأمير المؤمنين: انه قد ضاق صدري من هذا الرجل، وأشار الإمام إلى

جهة فرأيت فيها عبد السلام عارف، فأشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى عبد السلام فصعد إلى السماء واحترق ونزل.

هذا ما حدثني الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمة الله عليه قبل قصة احتراق عبد السلام، وصار الأمر كما كان حيث صعد الطائرة في البصرة ثم احترق ونزل، في قصة مشهورة.

عبد السلام والاشتراكية

ثم إن بعض الناس فرحوا أول مجيء (عبد السلام) لأجل إبادته الشيوعيين، لكن خابت آمالهم بقوانينه غير الشرعية وبظلمه وجوره، حيث جاء بأمر من عبد الناصر(33) وأسياده المستعمرين بالاشتراكية إلى العراق..

وقد ذهبنا نحن وجماعة من العلماء كالسيد محمد صادق القزويني(34)، والسيد مرتضى القزويني(35)، والشيخ جعفر الرشتي(36)، والسيد حسن الأخ، وآخرون، إلى النجف الأشرف إلى السيد الحكيم رحمة الله عليه لنأخذ منه التوجيه في عملنا ضد الاشتراكية. واذكر أن السيد الحكيم رحمة الله عليه قال للسيد مرتضى القزويني: اذهب وقل فوق المنبر: إني مخالف للاشتراكية، فان أصابك شيء فأنا أضمن نجاتك.

وهكذا رجع السيد مرتضى القزويني وذكر الكلام فوق المنبر في صحن الإمام الحسين عليه السلام وذلك في مجلس حاشد: إن السيد الحكيم والسيد الشيرازي وغيرهما يخالفان الاشتراكية، وأخذ يبين للناس التفصيل. وبعد هذه القصة، ألقي القبض عليه بأمر من (عبد السلام عارف)، وأبعدوه إلى بغداد والى تكريت، وقد عمل السيد الحكيم رحمة الله عليه لنجاته حتى نجّاه الله.

كما قمنا أيضاً ببيان الحقائق للناس وبان الاشتراكية على خلاف الإسلام، وكان الناس يتقبلون ذلك وينظرون إلى حكومة (عبد السلام عارف) كحكومة استعمارية ضد الإسلام. إلى أن هلك عارف بالصورة المذكورة، وجيء بفحم بدنه إلى بغداد باعتبار جنازته ودفنوه.

هذا وقد ذهبنا يوماً مع جماعة من العلماء كالشيخ جعفر الرشتي، والسيد صادق القزويني، والسيد مرتضى القزويني، والسيد حسن الأخ وغيرهم إلى بغداد

لزيارة الشيخ محمد رضا الشبيبي(37) لدراسة الأمور ومناقشتها، ولكي يعمل على الحدّ من الظلم والجور الموجود، حيث كان فترة نائباً ، وفترة في مجلس الأعيان، وفترة رئيس المجلس العلمي العراقي وغير ذلك، وكان طيب النفس..

فرأيناه وتكلّمنا معه حول الأوضاع، فقال: إني لا أملك شيئاً حيث ازداد الأمر سوءً يوماً بعد يوم.. ثم قال: تذكرت الآن كلام نوري السعيد، فإني ذات مرّة قلت له في مجلس الأمة:إنك دكتاتور..

فقال: أيها الشبيبي إذا ذهبت أنا وجاء غيري ذاك الوقت تعرف من هو الدكتاتور، أنا أو الذين يأتون من بعدي.

قال الشيخ محمد رضا الشبيبي: والآن أفهم معنى كلامه، _ ولا يخفى ان هذا لا يدل على أن نوري السعيد لم يكن مستبداً، بل ان الاستبداد ذو مراتب كما هو واضح _.

ثم قال الشبيبي: إن في أيام الشيوعيين جاء إلى دارنا جماعة من الشباب الذين كانوا يسمون أنفسهم بالمقاومة الشعبية وطلبوا بنتي وكانت في الدار. فقلت لهم: لماذا تريدونها؟

قالوا: إنها متآمرة ونريد محاكمتها (وكان من سياسة الشيوعيين ذلك حيث كانوا يذهبون إلى الدور ويأخذون البنات الأبرياء باسم المؤامرة ويفعلون بهنّ ما يشاؤون ثم يتركونها وشأنها).

قال: قلت: لا بأس، فأجلستهم برانية الدار، وجئت إلى الداخل واتصلت بعبد السلام عارف وذكرت له القصة.

فقال: الآن أرسل الحرس، فأرسل جماعة من الحراس الوطنيين، فأخرجوا أولئك بالقوة والشدة.

الفصل الرابع: فترة البعثيين

البعثيون

بعد القوميين واحتراق عارف، جاء البعثيون إلى الحكم..

وقد قال (علي صالح السعدي) في إذاعة بغداد وكان وزير الداخلية: جئنا إلى العراق بقطار انكلو أمريكي..

وأضفت أنا (حين السماع): واسرائيلي أيضاً.

لأن هؤلاء البعثيين هم ولائد الأمريكان والانكليز والإسرائيليين وإن كانت الحصة الأكثر للبريطانيين.. وقد قال الأخ السيد حسن رحمة الله عليه قصيدة جميلة في مهرجان ميلاد الإمام

أمير المؤمنين عليه السلام الشهيرة، وصف فيها البعثيين، وسيأتي ذكرها في خاتمة الكتاب بإذن الله تعالى.

وقد مكر البكر وهو مركز المكر والفجور لأخذ السيد حسن رحمة الله عليه أخذاً طبيعياً بأمر من عفلق(38)، فأرسل بعض الوجهاء وهم يطلبون من السيد حسن ملاقاة البكر(39) للمشاورة في بعض المواضيع..

فذهب الأخ إلى بغداد بصحبتهم إتماماً للحجة، وهناك وقعت المشكلة بأخذه فوراً وإيداعه (قصر النهاية) تحت أشد أنواع التعذيب، حتى انه بعد ما خرج من سجن النهاية إلى سجن بعقوبة، ذهبت الوالدة (رحمة الله عليها) لرؤيته، لكنها لم تعرفه لتغيّر ملامحه تغيراً غريباً على أثر التعذيب القاسي، وقد رأيت تصويره بعد كونه في سجن بعقوبة فلم يكن يظهر انه السيد حسن السابق.

وقد اهتمّ أصدقاؤنا وعلي رأسهم السيد الحكيم رحمة الله عليه لنجاته من سجن البعثيين، هذا مضافاً إلى كثرة الدعاء والتوسل، وإلا فقد كان مصيره الإعدام حيث حكم البعثيون بإعدامه.

وقد طلب السيد الحكيم رحمة الله عليه من البعثيين اطلاق سراح نفرين: السيد حسن، وكاظم شبّر، وكان كاظم شبر الطبيب الخاص للسيد الحكيم رحمة الله عليه وأطلق سراحهما بعد أشهر من التعذيب..

وكانت هذه القصة في المرة الثانية التي جاء البعثيون إلى الحكم، أما المرة الأولى فقد سقطوا في قصة مفصلة..

وقد قام البعثيون في العراق بظلم واستبداد غريب لم يسبق لذلك مثيل، فأخذوا الأبرياء من كل حدب وصوب.

أما الفترة الأولى التي سقط البعثيون فيها.. فأخذوهم وذهبوا بهم إلى السجن أو الإعدام.

وفي كربلاء المقدسة أخذوهم إلى المكتبة العامة حيث المحاكمة أو فالسجن أو الإعدام ، وقد أخذوا من محلة السعدية رجلاً كان يسمى بصاروخ السعدية وكان من أشد المنافقين، كما أخذوا آخر من باب الخان، وغيره من بعض الأحياء الأخرى، وكانت عدتهم

قليلة جداً.

التعذيب في السجن

قال الأخ السيد حسن رحمة الله عليه: ان في السجن كان البكر بنفسه يحضر بعض أنواع التعذيب، وكذلك أستاذه عفلق المشهور، وكان عفلق هو الرابط بين البريطانيين وبين البعثيين، وأخيراً قتله الله سبحانه ودفن في بغداد.

وذكر الأخ الشهيد رحمة الله عليه : انه حينما كان في سجن البعث وتحت التعذيب القاسي، نذر لله (عزوجل) وتوسل بالإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إذا نجاه من ذلك السجن الرهيب يكتب كتاباً حوله عليه السلام..

فلما خرج من السجن وفرّ من العراق إلى سوريا ولبنان، حيث كان من المتوقع أن يغير البعثيون رأيهم فيه ويسجنونه مرة ثانية أو يقضوا عليه، انشغل مدة، فرأى الإمام المهدي (صلوات الله عليه) في المنام فطلب عليه السلام منه الكتاب الذي نذره.. قال الأخ: كنت قد نسيت نذري ذلك، فلما رأيت الإمام عليه السلام في المنام تذكرت النذر.. فكتب كتابه (كلمة الإمام المهدي عليه السلام). كما كتب جملة من الكتب باسم (الكلمة)(40)، لكل معصوم ابتداءً من الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله إلى الإمام المهدي عليه السلام .. وقد أضاف إلى ذلك كتاباً في كلمات الله سبحانه وتعالى من الأحاديث القدسية باسم (كلمة الله) وبعض الكتب الأخرى، وكل كتبه جميلة ومنتخبة انتخاباً حسناً، فجزاه الله خير جزاء المحسنين.

الشهادة

غادر الأخ الشهيد رحمة الله عليه العراق فراراً من البعثيين وذلك فور إطلاق سراحه من السجن، فركب طائرة من بغداد إلى بيروت، وبعد إقلاع الطائرة والخروج من سماء العراق أرسل البكر برقيّة إلى الطائرة بالرجوع إلى بغداد، لاعتقال الشهيد مرة ثانية، لكن الطائرة لم تكن بأمره حتى ترجع.. وهكذا نجاه الله عزوجل.

فهاجر الشهيد إلى لبنان وسوريا، وبدء بصفحة جديدة من النشاط الديني في

العديد من دول العالم(41).. وأخيراً كان مصيره القتل في سبيل الله على يد طغاة العراق (فرضوان الله تعالى عليه).

الفصل الخامس: في جملة من أحوال الشهيد

من أخلاقيات الشهيد

كان الأخ الشهيد رحمة الله عليه مجداً في الدراسة وتحصيل العلوم، فكان يواصل الليل بالنهار بالكتابة والمطالعة والدرس والبحث..

وكان دؤوباً لا يعرف عطلة أو ما أشبه.

ولم يتزوج، فانه قد أوقف نفسه وجميع أوقاته لخدمة الإسلام والجهاد المتواصل والسفر المتكرر إلى مختلف الدول، وكان ذلك مما يمنعه عن الزواج.. وقد ألف جملة من الكتب: ك_ (الأدب الموجه) و(العمل الأدبي) وما أشبه ذلك(42).

مع العلويين

وفي سوريا ولبنان قام بالارتباط المستمر مع العلويين وكانوا مليونين.. فأصدروا بعد محاورات ومباحثات عديدة بياناً صرحوا فيه بأنهم شيعة أهل البيت* (43).

وكانت الحكومات تخاف الشهيد رحمة الله عليه من قدرته هذه، فمّرة قال الشاه(44) لزملائه: الشخص الذي يتمكن أن يؤثر على مليونين ينبغي يُخشى منه.

مع شيخ الأزهر

كما انه رحمة الله عليه ذهب فترة كونه في سوريا ولبنان إلى مصر وتكلم مع شيخ الأزهر وعلمائهم لكي يعترفوا بالتشيع ويصدروا فتاوى كفتوى الشيخ الشلتوت(45)، ووعده شيخ الأزهر بذلك، لكن الأجل لم يمهله لتكميل أمره.

الحوزة العلمية الزينبية

وقد أسس الأخ رحمة الله عليه في سوريا _ ولأول مرة _ حوزة علمية عند مقام السيدة زينب (سلام الله عليها) وسماها باسم (الحوزة العلمية الزينبية)، وقد أصبحت منطقة السيدة زينب عليها السلام تستوعب اليوم أكثر من ألف رجل دين، من مختلف البلاد الإسلامية. كما أنه رحمة الله عليه أسس في لبنان (مدرسة الإمام المهدي عليه السلام) وقد زرت أنا مدرسته عندما ذهبت إلى الكويت من طريق سوريا ولبنان، فكانت المدرسة جميلة منظمة وقد أصبح تلاميذه جملة من رجال الدين والعلم والجهاد. كما ذهب رحمة الله عليه إلى أفريقيا وأسس في أفريقيا مؤسسات دينية عديدة.

السعي لبناء البقيع

وكان رحمة الله عليه يذهب إلى الحج كل سنة لأهداف تبليغية عالية، وقد التقى بالسعوديين وضغط عليهم لأجل تعمير البقيع الغرقد ووعدوه بالسماح لتعمير البقيع، وذلك بعد جهد وتعب كثير ومناقشات ومحاورات مع كبار رجالهم وفقهائهم، لكن بعض الجهات في العراق منعت عن ذلك بالمال الكثير والإغراء وما أشبه، وكانت الجمعية العراقية التي منعت عن ذلك أناساً من الشيعة! بمعاونة من حكومة العراق.

وذات مرّة وفي حوار عقائدي مع جماعة من علماء الوهابيين دار الكلام بينه وبينهم حول الخلافة، فقال كبيرهم: يا فلان إذا أنزل الله جبرئيل على محمد صلي الله عليه و اله وأمره بنصب علي عليه السلام خليفة من بعده، لم اقبل منه !! مظهراً بذلك شدة تعصبه ضد الشيعة والتشيع.

موكب التطبير

موكب التطبير

وقد أسس رحمة الله عليه موكب التطبير لرجال الدين والعلماء في كربلاء المقدسة، وذلك أيام (عبد السلام عارف) الذي كان ضد الإمام الحسين عليه السلام وضد شعائره المقدسة، وقد رأيت الأخ الشهيد آنذاك حيث كان يطبر هو ويحرض الآخرين على التطبير.

وقد كان عبد السلام عارف يصرّ على التقليل مما يرتبط بالإمام الحسين عليه السلام وعزائه، حتى انه منع المكبّرات للخطباء، وأذكر ذات مرة انهم رفعوا المكبرات من أمام الخطيب حال خطابته.

المثوى الأخير

وبعد أن قتل الأخ السيد حسن رحمة الله عليه في لبنان نقل جثمانه إلى قم المقدسة ودفن في حرم السيدة معصومة (سلام الله عليها) وصلى عليه المرجعان المشهوران: الكلبايكاني(46)، والنجفي(47) (رحمهما الله تعالى).

وقد أخذت له الفاتحة في أكثر البلاد الإسلامية، وفي جملة من البلاد غير الإسلامية، وقد رآه البعض في المنام وهو يسير مع الملائكة في صحن السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام يريدون الطيران إلى السماء. وقال ذلك الرائي: رأيت ذات مرة في المنام انه يوم القيامة وإني على أبواب الجنة، فسألت عن السيد حسن رحمة الله عليه من الملائكة، فنظر الملك في ديوان له فلم يجده، ولما قلت له: هو كذا وكذا وانه صاحب كتب (الكلمة) وكتاب (الشعائر الحسينية) وغيرها..

قال الملك: نعم إن هذا الشخص معروف هنا ب_(صاحب الشعائر) وهو مع الأنبياء عليهم السلام..

وهذه الرؤيا تدل على أهمية كتابه (الشعائر الحسينية).

نسأل الله عزوجل أن يتغمده برحمته ويحشره مع محمد وآله الطاهرين، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة الإسلام والمسلمين، انه سميع مجيب.

قم المقدسة

محمد الشيرازي

خاتمة (48)

المهرجان العظيم

في ذكرى ميلاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام

اقترب شهر رجب، حيث يصادف اليوم الثالث عشر منه ذكرى ميلاد خليفة رسول الله صلي الله عليه و اله وبطل الإنسانية الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام، فأصدر آية الله العظمى الفقيه المرجع السيد ميرزا مهدي الشيرازي _ والد الشهيد المعظم _ قراراً إلى أهالي كربلاء المقدسة يحثهم فيه بإقامة احتفال ديني عظيم، يكون الأول من نوعه في تاريخ العراق كله، بهذه المناسبة الخالدة، وكان الهدف من إقامة هذا المهرجان الكبير هو:

1: إحياء ذكرى ميلاد الإمام عليه السلام.

2: التحدث عن فضائله عليه السلام ومواقفه المشرفة في الإسلام.

3: بثّ

روح الوعي واليقظة في الناس، وتنبيههم على أخطار الشيوعية ومساوئها ومفاسدها، ودفعهم إلى محاربتها والوقوف ضدها.

وهنا بدأت اللجنة _ المكلّفة بإقامة الاحتفال _ أعمالها قبل الذكرى بشهرين، واتخذت الخطوات التالية:

1: تزيين شوارع كربلاء المقدسة من أوّلها إلى آخرها بمظاهر الزينة والبشرى، كالأضواء الملوّنة والأزهار والمناظر الطبيعية وستر الجدران بالأقمشة الفاخرة ونصب أطواق النصر.. وما شابه ذلك.

2: عمل تماثيل وتمثيليات دينية مستلهمة من التاريخ الإسلامي المجيد، فمثلاً: نصب تمثال خشبي كبير للكعبة المشرفة _ بحجم الكعبة _ في ساحة الإمام علي عليه السلام باعتبار أن ولادة الإمام عليه السلام تحققت فيها.

كما نصبت تمثالاً رائعاً للبقيع المقدس الذي هدمه الوهابيون عند احتلالهم للحكم في الحجاز، وكان التمثال يمثّل البقيع قبل الهدم _ طبعاً _.

وكانت هناك تماثيل أخرى، رائعة في الصنع، بديعة في الجمال، مما يقصر القلم عن وصفها.

3: توجيه الدعوة إلى الشخصيات الدينية والعلمية والسياسية في العراق، بما فيهم سفراء الدول الإسلامية، ومعظم الوزراء، وكبار الرسميين في الدولة والجيش.

كما تقاطرت الوفود من مختلف المدن العراقية إلى مدينة كربلاء المقدسة بمناسبة الميلاد السعيد.

4: نصب مكبرات الصوت في شوارع كربلاء المقدسة وأسواقها حتى يسمع الجميع صوت الخطباء في الاحتفال.

أما المكان الذي أقيم فيه الاحتفال فهو (الحسينية الطهرانية) الواقعة بجوار صحن سيدنا ومولانا أبي عبد الحسين عليه السلام وهي حسينية فخمة البناء، واسعة الأرض..

وفي ليلة 13 رجب _ أي ليلة الميلاد المقدس _ كان كل شيء جاهزاً.. وكانت مدينة كربلاء تموج في بحر من الجماهير التي توافدت إليها من مختلف المدن والبلاد، وكانت كربلاء تسبح في نور وضياء، حتى كأن الليل نهار. وافتتح المهرجان بصورة طبيعية، وتليت كلمة من قبل آية الله العظمى الشيرازي _ والد الشهيد المعظم _

ومن قبل آية الله العظمى الحكيم رحمة الله عليه، كما تحدث في المهرجان الكاتب المعروف جورج جرداق صاحب موسوعة (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية).

موقف الشيوعيين من المهرجان

أما الشيوعيون فقد أدركوا ما يحمله هذا المهرجان العظيم من رياح عاتية سوف تكسح وجودهم وتذروهم ذرو الرياح الهشيم.. فحاولوا منع إقامة هذا الاحتفال وبذلوا جهوداً في سبيل ذلك، إلا أن الزعامة الدينية أثبتت وجودها وهزمت الشيوعيين.

وعندما فشلوا في منع المهرجان قرروا إثارة الفوضى والاضطراب في الاحتفال، حتى لا يتحقق الهدف المنشود من إقامته، فلجأوا إلى أسلوب الخداع والدجل وبذلوا أموالاً طائلة واستطاعوا أن يحصلوا سراً على بطاقات الدعوة من بعض من أرسلت إليهم تمهيداً لدخولهم في قاعة الاحتفال.. إلا أن الأنباء تسربت إلى لجنة الاحتفال، فقررت أن تحول دون دخولهم في القاعة، وانتشرت العناصر الشابة _ التي كان الشهيد الشيرازي رحمة الله عليه قد ربّى فيها روح التضحية والجهاد _ على أبواب القاعة لمنع الشيوعيين من الدخول فإنهم كانوا معروفين عند أهالي كربلاء، وعندما جاء أولئك المرتزقة للدخول في الاحتفال، ابتدرهم الشباب المؤمن ومنعوهم من الدخول، فأبرزوا بطاقات الدعوة فما كان من الشباب إلا أن مزقوا البطاقات في وجوههم وردوهم على أعقابهم خائبين. وهكذا فشل الشيوعيين للمرة الثانية.

والآن.. لننتقل إلى قاعة الاحتفال لنستطلع الأخبار..

عريف الحفل يقدّم الخطباء واحداً تلو الآخر لإلقاء كلماتهم وقصائدهم بالمناسبة السعيدة، والجماهير تبدي مشاعرها الطيبة تجاه هذا وذاك. وحدثت الضجة وارتفعت الهتافات عندما وقف عريف الحفل وأعلن للجماهير أن الدور قد وصل إلى شهيدنا المعظم آية الله العظمى السيد حسن الشيرازي رحمة الله عليه.

لقد فقدت الجماهير هدوءها ونفذ صبرها وكأنها كانت على موعد معه وكأنها كانت تعد الدقائق والثواني لشروق طلعته الغرّاء على منصّة الخطابة.

لقد كان التصفيق على أشدّه، حتى كأن الأعمدة والجدران تشترك في الترحيب بالقائد البطل.

ووقف الشهيد العظيم رحمة الله عليه يحيي الجماهير، ملوحاً بيده، شاكراً لهم عواطفهم الجيّاشة ومشاعرهم الملتهبة.

لقد كان الموقف حساساً جداً، حيث كان الاحتفال حساساً جداً، فالقاعة تضم شخصيات دينية وشعبية وأدبية وسياسية وعسكرية.

والناس قد اشمئزوا من الشيوعية وتنفّروا منها بعد أن رأوا _ بأعينهم _ مساوءها وتصرفاتها الحاقدة على الشعب. والمؤمنون يحبسون أنفاسهم للإصغاء إلى عالم ديني معروف بصولاته البطولية.

وأما الشيوعيون فقد فشلوا وطردوا وانهزموا من الساحة خائبين.

في هذا الموقف الحساس: ترى ماذا سيتحدث الإمام الشهيد؟ وكيف يصب جام غضبه على الشيوعية والشيوعيين؟ بالرغم من استماعهم إليه خارج القاعة!

وكان محافظ كربلاء _ يوم ذاك _ (عبود الشوك) قد أحسّ بالخطر فأصر _ قبل الاحتفال _ لمقابلة آية الله الشهيد لكي يقنعه بتخفيف الهجوم، إلا أن الإمام الشهيد رفض الاجتماع به.. فهدّد المحافظ بمنع إقامة الاحتفال إن لم ير القصيدة التي ينوي السيد الشهيد إلقاءها.. فرفض السيد ذلك، لأنه كان يعلم أن المحافظ سوف لا يسمح بإلقاء مثل تلك القصيدة. وفي هذا المجال كان موقف أعضاء لجنة الاحتفال حرجاً جداً بين إلغاء الاحتفال وبين إقناع الشهيد بإراءة قصيدته للمحافظ.

وتقدم الأعضاء إلى سماحة الشهيد المعظم يرجون منه السماح لإراءة قصيدته للمحافظ.. وأخيراً.. وافق سماحته وبعث ببعض الأبيات التي لم تكن فيها حدّة السيف وصاعقة الكلمة إليه وألقى المحافظ نظرة عليها فرآها لا تحارب سياسة الدولة.

أما شهيدنا الكبير فقد ألقى قصيدته بكاملها وكان قد حفظ الأبيات النارية عن ظهر قلب وقال كل ما أراد، بكل شجاعة وبسالة، مما أثار نقمة المحافظ _ وكان حاضراً طبعاً _ وكاد أن ينهي الاحتفال ويفسد على السيد كلمته وقصيدته..

إلا أن عظمة المجلس وفخامته وتواجد الأفراد الرسمية والشعبية حالت دون ذلك. والآن.. تعالوا نستمع إلى ما قاله السيد الشهيد.. في كلمته وقصيدته:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على بطل الإسلام، وربيب القرآن، على أمير المؤمنين عليه السلام..

السلام على عظيم الثائرين وإمام الخالدين أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

ثم السلام على الحفل الكريم..

وعلى المسلمين جميعاً في أقطار الأرض، وأكناف البلاد.

أيها الحشد الكريم: إننا على ميعاد، مع وليد الكعبة، وربيب محمد صلي الله عليه و اله، وسمير القرآن وأول نصير للإسلام، وإذ نحتفل الليلة بذكرى ميلاده الميمون لنجدد عهدنا به، ونستمد من حياته العامرة بالهدى والإيمان شعلة تغذي أرواحنا بالعقيدة واليقين.. ونجعله قدوة صالحة نقتدي ببطولاته، في ميادين العلم والشجاعة والسخاء والثبات والإخلاص، وتوفير حقوق الشعب ومكافحة المستغلين..

وحيث إن حياة الإمام علي عليه السلام، مجموعة من البطولات، والثورات التحريرية، ضد أعداء الإنسانية والشعوب، مما يدهش الإنسان، ويذهله عن التفكير، في وجوب الاقتداء به، لذلك، لايستطيع الإنسان أن يسير على منهاج أمير المؤمنين عليه السلام، إلا إذا وقف على نقطة الانطلاق لعظمته التي هي فوق الحدود وأوسع من الأفكار، فعلينا قبل كل شيء أن نعرف: كيف أصبح علي عليه السلام هذا البطل العظيم الذي تخشع له الأجيال وتطأطأ له العظماء، إجلالاً وإكباراً.؟!

إن علياً عليه السلام: بلغ هذا المرتبة الرفيعة، لأنه كان مسلماً يطبق أحكام الإسلام، فكان أعظم الخالدين، لأنه كان أعظم الناس إيماناً بالله وبرسوله صلي الله عليه و اله، وكان أعدل الحاكمين، لأن الإسلام أمره بالعدل والإحسان، وكان يقف بجانب الضعيف والذليل، حتى يأخذ له الحق من القوي الغشوم، لأن الإسلام يطالب بحق المظلوم الضعيف، وكان ينادي باسم الطبقات الكادحة، ويقارع المترفين الذين تحكّموا على الشعب باسم الشعب،

من أمثال معاوية وزبانيته، لأن الإسلام لا يرضى بالاستغلال والاستعباد.

فكلما نجده في علي عليه السلام، من الفضائل والكمالات، رهينة نظام الإسلام، فعلي عليه السلام هو أمير المؤمنين الذي طبّق الإسلام على نفسه،فأصبح عليَّ العصور، وإمام الخالدين، فهو المسلم النموذجي، الذي يعرفنا أن الإسلام هي الطاقة التي خلقت من علي عليه السلام ذلك البطل الجبار، الذي ركّز للعدالة الإنسانية، راية خفّاقة مدى الدهور..

فمن يعترف بعظمة أمير المؤمنين عليه السلام، يجب أن يعيش كما عاش هو، سعيداً مجيداً، ويموت كما مات هو عليه السلام، ضحية الحق والدين، فعليه أن يطبق الإسلام على نفسه، ويسعى في تطبيقه على المجتمع.

وعليّ عليه السلام، هذا الرجل العظيم، الذي اعترف به العالم، بجميع طبقاته وأديانه، نرى كيف كرّس حياته الغالية، وكيف ضحّى بمجموعة مؤهلاته، للإعلاء كلمتي، (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ولو شاء أن يعيش إمبراطوراً مترفاً لاستطاع، ولكنه أبى إلا أن يعيش مسلماً، ومن هنا نعرف عظمة الإسلام والقرآن والرسول صلي الله عليه و اله، التي خضع لها _ إلى هذه الدرجة _ مثل هذا البطل العالمي العظيم.

أيها السادة: إن علينا أن نقتدي بإمامنا أمير المؤمنين عليه السلام في اتباع مناهج الإسلام وقوانينه، وعلينا أن نعتقد بأن للإسلام مسؤولية كبيرة على المسلمين ولقد قاموا بأداء واجبهم خير قيام، حتى شاء الله أن تقع هذه المسؤولية علينا، فمن الواجب على كل فرد منا أن يقوم بأداء هذه الرسالة الخالدة، حتى يسلمها إلى الأجيال القادمة، دون أيما تحريف أو تزوير، ولقد كان المسلمون يوم أن بعث فيهم النبي الأعظم، بين كتلتين كبيرتين: الفرس والروم، وقد أصبح موقفنا من العالم كموقفهم، فقد أصبحنا بين الكتلة الشرقية، والكتلة الغربية، وفي وسعنا أن نتخلص

منهما وننتصر عليهما مثل آبائنا الأقدمين، فإنهم لم يكونوا ملائكة، ولا أجنّة، ولكنهم كانوا مسلمين، ومتى استطعنا أن نكون مثلهم مسلمين، فنحن سادة العالم والعالم يسير وراءنا.

وقد قال تعالى: *وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس* (49)، فعلينا أن نعيش كما أراد الله وسطا، لا شرقية ولا غربية، فلا الشرق ينجينا ولا الغرب ينقذنا، وإنما النجاة لنا ولشعوب الأرض في الإسلام.، والاستعمار لا يخشى من أي شيء كما يخشى من الإسلام، فانه الدين الحقيقي الزاحف الذي يتوسّع بنفسه ويهدد الظلم والاستغلال بالمصير الأسود..

فهذا (بول اشميد) الرحّالة الألماني الكبير في كتابه (الإسلام قوة الغد) يقول: «ان الشرق الإسلامي يتحفّز للسيطرة بعد التخلص من السيادة الأوربية، لأنه يملك فعلاً مقومات القوة في الغد فإذا اجتمعت هذه القوى وتآخى المسلمون على وحدة العقيدة، ووحدة الله، وغطّت ثروتهم الطبيعية حاجة عددهم المتزايد، كان الخطر الإسلامي منذراً بفناء أوروبا وبسيادة دعوة عالمية في منطقة هي مركز العالم كله».

وهذا (لورنس بروان) يقول: «لقد كنا نخوَّف بشعوب مختلفة، ولكننا بعد الاختبار، لم نجد مبرّرا، لمثل هذا الخوف.. ولكن الخطر الحقيقي كامنٌ في نظام الإسلام، وفي قدرته على التوسع والاخضاع، انه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي».

فالإسلام _ كما اعترف هؤلاء _ قوة تقهر الاستعمار وتزيحه عن البلاد، لذلك جعل يعمل ليفّرق بين الإسلام والمسلمين حتى لايبقى مجتمع إسلامي في بلاد الإسلام، فيسهل له استعمارها متى شاء، ولذلك أخذ يرمي الإسلام بالرجعية والجمود قائلاً: انه يمنع الشعوب عن العلم والتقدم والحضارة والمدنيّة، ولقد سحق الاستعمار الكافر _ والحمد لله _ .

ولكن علينا أن نستيقظ ونحاسب الاستعمار فيما قال، ونقول له: كيف يكون الإسلام رجعياً وهو أول مبدأ دعا إلى العلم والحضارة؟

أوليس

الإسلام هو الذي يقول:

*هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون* (50).

*يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات*(51).

*وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون*(52) ؟

أوليس النبي الأعظم صلي الله عليه و اله هو الذي يقول:

«طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»..

«اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد».

أوليس أمير المؤمنين عليه السلام أراد أن يعلم شعبه ملاحة الفضاء حيث يقول: «سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض».

أوليس أمير المؤمنين عليه السلام، حاول استخراج طاقة الكهرباء عندما قال: «ولو شئت لاستخرجت من هذا الشلال نوراً يستضيء منه العالم»؟ ولكن الناس أبوا عليه إلا أن يظلّوا في متاهات الجهل والضلال.

ولقد بلغت الحضارة الإسلامية إلى حيث تتحدث عنها (لادي ايفلين) حينما تقول: «إن بغداد في عصره الذهبي كان بلد العلم والثقافة، وأوروبا حتى اليوم رهين الإسلام، لأن المسلمين حفظوا العلم حتى أخذته منهم أوروبا، ولا أظن أحداً ينكر هذه الأيادي البيضاء التي أسدوها إلى العالم.. إن البنايات المختلفة في إسبانيا أكبر شاهد على حضارتهم، حتى إن نساء المسلمين لم يتخلّفن عن ركب التقدم فقدّمن للعالم عباقرة، في التاريخ والفلسفة والشعر والبلاغة وسائر الفنون والعلوم».

فانظروا إلى هؤلاء كيف يعترفون بحضارة الإسلام وتفوّقه الرائع في العلوم والثقافة والمدنية، ثم يقولون لنا: إن الإسلام رجعي متزمّت، حتى نحطّم ديننا ومجدنا وكرامتنا بأيدينا فيسهل لهم بعد ذلك استعمارنا متى شاؤوا! ولكن يجب أن نعرف أن الإسلام تقدمي! والرجعيون هم المستعمرون وأذناب المستعمرين. _ تصفيق _

وهذا الدكتور (نشارلس) الذي كان من أكبر العلماء عند ما سئل عن نوع البحث الذي سيحظى بأعظم تقدم في النهاية؟

قال: سيحدث أعظم الاكتشافات في النواحي الروحية، وسوف يأتي اليوم الذي يتعلم

فيه الناس أن الأشياء المادية لا تجلب السعادة، وإنها قليلة النفع في جعل الرجال والنساء أقوياء قادرين على الإبداع، وعندئذ سوف تحول علماء الدنيا معاملهم إلى دراسة الله والصلاة، وعندما يأتي هذا اليوم سيشاهد العالم في جيل واحد من التقدم أكثر مما شاهده في الأجيال الأربعة السابقة.

هذه هي تقدمية الإسلام التي اعترف بها غير المسلمين، ولكن الاستعمار لا يعرف إلا أغراضه وأطماعه.

وكذلك الاستعمار جعل يتّهم الإسلام بأنه مبدأ دموي قام بالسيف ولا يرضى بالسلام! ولكننا عندما نراجع التواريخ، نعرف بحق: أن لا سلام إلا في الإسلام، ونرى أن النبي الأعظم صلي الله عليه و اله في بدء الدعوة عاش كأخيه المسيح عليه السلام يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فلما هاجر إلى المدينة، وكثرت المؤامرات ضده وضد الإسلام والمسلمين أذن الله ل_ه بالدفاع في الآية الكريمة: *اُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير * الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله* (53)، فالمسلمون كانوا يقولون ربنا الله، ولهذا قام المشركون يهاجمونهم بالسيف، فقام النبي الأعظم صلي الله عليه و اله بالدفاع عن نفسه وعن المسلمين. وقد أحصينا الضحايا من المشركين والمسلمين في عهد الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله فوجدنا عددهم أقل بكثير من ألف وأربعمائة رجل!.

وهل قامت ثورة جذرية عالمية كثورة الإسلام بهذا العدد القليل من الضحايا؟ كلا.. ولكن المستعمرين لا يشعرون. _ تصفيق _

وكذلك الاستعمار، جعل يتّهم الإسلام بأنه يدعو إلى الرأسمالية الفاشلة، ويقف بجانب الغني ليسلب العامل والفقير ويكوّن الاقطاع والطبقات.. ولكن بين أيدينا دستور الإسلام: القرآن المجيد، وسنة النبي الأعظم صلي الله عليه و اله وسيرة الأئمة الطاهرين * ثم التواريخ وهي تحدثنا:

إن الإسلام ليس رأسمالياً، ولا اشتراكياً، وإنما هو الإسلام فحسب، والإسلام مستقل بذاته، الفقير الذليل عنده قوي عزيز حتى يأخذ بحقه، والقوي العزيز عنده ضعيف ذليل حتى يأخذ منه حقوق الناس.

والإسلام لا يدع الصرائف بجانب القصور، وإنما يحقق العدالة والمساواة الكاملتين كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إنما أنا رجل منكم، لي ما لكم، وعليّ ما عليكم، والحق لا يبطله شيء).

وقال عليه السلام: (أيما رجل من المهاجرين والأنصار، من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله يرى أنه له الفضل على سواه، فإن الفضل غداً عند الله، والمال مال الله، يقسّم بينكم بالسوية، ولا فضل لأحد على أحد).

ولقد قام الإسلام بمكافحة الإقطاع بأسلوبه الرصين، حتى لم يبق له اسم في قاموس المسلمين، وهذا أمير المؤمنين عليه السلام يكتب إلى واليه قائلا: (ولا تقطعن لأحد من حاشيتك وخاصتك قطيعا.. وعيبه عليك في الدنيا والآخرة).. والإسلام هو المبدأ الوحيد الذي استطاع أن لا يبقي في المجتمع الإسلامي فقيرا، فلما جمعوا زكاة أفريقيا وعرضوها على الناس، لم يقبلها أحد من المسلمين.

وأخيراً جعل الاستعمار يقول: إن الإسلام يسبب التفرقة وينادي باسم العصبيات الطائفية والعنصرية! وعندما ننظر إلى المسلمين، نجد سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وأباذر العربي، كلهم واقفين خلف النبي العالمي صلي الله عليه و اله ليرددوا بأعلى أصواتهم: *إن أكرمكم عند الله أتقاكم*(54)، ولا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود، إلا بتقوى الله. _ تصفيق _

أيها السادة: لقد كان الاستعمار يلفّق الأكاذيب ضد الإسلام والمسلمين، عندما أحسّ أن الإسلام هو القوة الوحيدة التي تقاوم الاستعمار وتحطّمه، فأراد أن يقضي على الإسلام وعلى المسلمين جميعاً، لذلك جعل يدعونا إلى الأفكار الضيّقة والأهواء والاتجاهات التي تفرّق

الصفوف، وتحدث الانشقاق:

لمبادئ فشلت بكل نظام

في كل يوم، جاءنا مستوردٌ

كي نستعيد قيادة الأقزام

فكأننا شعب بدون قيادة

وبشعبه وبجيشه المقدام

أو ما دروا: أن العراق بدينه

في الغرب من إفك ومن إجرام

خير من الشرق الكفور وكل ما

نهج البلاغة منهل الأحكام

إسلامنا شرع الحياة، ونهجها

والعلم والأمجاد والإسلام

فعراقنا مهد الحضارة والتقى

ومنارها في حالك الأيام

إسلامنا أمل الشعوب ومجدها

فيه المبادئ موطئ الأقدام

إسلامنا فوق الميول فلم تجد

نعم لقد عرف الاستعمار كل ذلك، ولكن أراد أن يجرّد المسلمين من الإسلام، وبالرغم منه فالإسلام دين الجمهورية العراقية، ودين الشرق الإسلامي، ودين المسلمين جميعاً أينما كانوا، ولابد للإسلام أن يتقدم ويتوسع حتى يتحقق أحلام (برناردشو) المفكر الشهير حيث قال:

(لن ينتعش العالم من كبوته إلا إذا أخذ بتعاليم الديانة الإسلامية، ولابد منه إلى هذه النتيجة، إن اليوم الذي نرى الشعوب فيه عامة، مجتمعة على بساط واحد عادل، ترفرف عليه راية الدين الإسلامي خفّاقة، مرفوعة الرأس عالياً لهو قريب، وقريب جداً...) .

وأودّ أن أردد هذا المعنى في مقطوعة من الشعر الحر أخاطب بها أول نصير للإسلام علي بن أبي طالب عليه السلام:

فوق الجميع

ووِفق آمال الجميع

سيظل دينك سائراً .. نحو الأمام

إلى الأمام ..

إلى الأمام ..

حيث السعادة والسلام

***

في عيد مولدك السعيد

سنجدد العزم التليد

وننشر الأمل الوئيد

ونفض أسوار الحديد

ونجوب بحراً

لا يميد

لنخلق البلد الجديد

في ظل قرآن مجيد

بظهور غائبنا

المؤمّل ..

مهدينا الموعود

والأمل المشرد

في القفار

***

سيدافع الصاروخ

عن إيماننا

ستنور الأقمار

عن قرآننا

فترفرف الدنيا

بظل كياننا

وسنجعل الرحمان رمز قيامنا

وسنجعل القرآن رمز شعارنا

لنفضّ مشكلة الحياة

ونعيد مأساة الطغاة

ونبيد من كرة التراب

مواطئ المستعمرين ..

والطامعين ..

والداخلين .. على بلاد المسلمين

***

سنحكّم القرآن في العهدين

بعد (الكرملين) _ تصفيق واستعادة _

ونحطّم الرجعية الحمراء

والمستهترين

لنحرر الشعب الأمين

والكادحين

من الطغاة المجرمين

ونجعل الوحي المبين

منهاج درب الثائرين

***

وسيخبر (الصهيون)

ديغول الاثيم (55)

أن الجحيم

أتى بأيدي المسلمين

ليفرغوه على الطغاة

ويطهّروا

كرة التراب من العذاب

***

فوق الجميع

ووفق أحلام الجميع

سنطبّق

الإسلام

في العهد القريب أو البعيد

على الجميع ويظل دينك

سائراً نحو الأمام ..

إلى الإمام ..

حيث السعادة والسلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته _ تصفيقات حادة _

.. وانتهى الاحتفال العظيم، وأحدث ضجة كبرى وصدى عظيماً في الأوساط السياسية _ الداخلية والخارجية _ ووصفتْه بعض الإذاعات العالمية بأنه أكبر احتفال ديني يقام في العراق منذ تاريخه القديم، وقد كلّف نصف مليون دينار عراقي، وهو رقم قياسي لم يسبق له مثيل.

الاحتفال الثاني

وفي العام الثاني أقيم الاحتفال _ في نفس الذكرى والمناسبة _ وكان بحجم العظمة والفخامة التي أقيم في العام الأول، بل أكثر من ذلك، لأن الاحتفال الأول كان قد ترك أثراً طيباً في النفوس وسمعة حسنة عند الناس، ولهذا تهافت الناس إلى كربلاء المقدسة عند سماعهم نبأ إقامة الاحتفال مرة ثانية.

وكان آية الله العظمى المرجع الديني السيد ميرزا مهدي الشيرازي رحمة الله عليه _ والد الشهيد المعظم _ قد فارق الحياة، وانتقلت المرجعية الدينية إلى نجله الأكبر آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي رحمة الله عليه حيث تولّى رعاية المهرجان بالاشتراك مع أخيه آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (رضوان الله عليه). وتوافدت الجماهير والوفود الشعبية والرسمية إلى كربلاء المقدسة لحضور المهرجان، وتزينت مدينة كربلاء بشوارعها وأسواقها ومحلاتها و...

وفي ليلة الميلاد.. كان الجميع يتوقّعون مشاركة الشهيد الشيرازي رحمة الله عليه في الاحتفال، وينتظرون طلوعه على منصّة الخطابة، لأنهم لم ينسوا خطابه في العام الأول، ولازالوا يتذوقون حلاوة منطقه وصواب كلماته، ولازال جمال صوته يملأ أسماعهم ويعشعش في أذهانهم.

وتحققت آمال الجماهير..

عندما ظهر الشهيد العظيم أمامهم لإلقاء كلمته وقصيدته.

وقد كانت كلمته وقصيدته _ في هذه المرة _ أكثر صاعقة وهجوماً على الشيوعيين وأعداء الدين، كما كان استقبال الناس وترحيبهم به أكثر

حرارة وشوقاً من العام الأول..

والآن.. إليكم كلمته وقصيدته الرائعتين:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على بطل الإنسانية والإسلام: الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام.

السلام عليكم يا سفراء المسلمين، الذين وفدتم إلينا، تعبيراً عن الشعور المشترك،نحو شخصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

ثم السلام على الحفل الكريم ورحمة الله.

أيها الحشد المبارك:

نلتقي الليلة على ذكرى ميلاد أكبر قائد للمسلمين، وأول ثائر في الإسلام، وأعظم بطل خلّد التاريخ وعمر الدهر ببطولاته النادرة، وخلّف حياته الحافلة دروساً وعبراً وعظات لمن خلفه من الأجيال والعظماء. وعلينا أن نعلم: أن واجبنا أمام هذا الرجل العالمي العظيم لايقتصر على الاحتفال بميلاده الميمون.

فأمير المؤمنين علي عليه السلام أغنى الناس عن المدح والإطراء، وقد مدحه أعداؤه قبل أوليائه، وإنما الواجب أن نحتفي بذلك الدين الذي جاء الإمام علي عليه السلام مبشراً به، وراح ضحية له..

كما لا ينفعنا أن نعتبر أنفسنا شيعة علي عليه السلام، ما لم نقتد به في تطبيق الإسلام، فعليٌ عليه السلام كان رجل العقيدة والمبدأ، ويجب أن تكون شيعته أناساً مبدئيين، كي لا تعصف بهم الأهواء، وتتجاذبهم المطامع، وتفرقهم الدسائس والمكائد.

ولقد علم الاستعمار: أنه لا يستطيع أن يعيش على الأرض مادام هنالك مسلمون، فحاول أن يضربهم بأنفسهم، ويطارد بعضهم ببعض، حتى يكفّوا عن مطاردة الاستعمار، ولقد علّمته التجارب القاسية: أن المسلمين هم أعداء الاستعمار.

لذلك تنادى المستعمرون، وتألّبوا، وتآمروا، للقضاء على الإسلام.. ووضعوا الخطط الجهنمية الهدّامة لتحطيم كيان المسلمين، وتجريدهم من الإسلام، وراحوا ينفّذونها بكل ما لديهم من مكر ودهاء. وإن علينا: أن نبحث عن تلك الخطط، ونحارب الاستعمار، مهما كان لونه وجنسه، فليس لنا أن نضرب استعماراً لمصلحة استعمار، بل لابد أن نضرب الاستعمار الأسود والأصفر والأحمر.. _ تصفيق حاد _ فالاستعمار كله سواء.

فأما تلك الخطط التي رسموها للقضاء على الإسلام فهي كما يلي:

الخطة الأولى: أنه أصدر إلينا تشكيلة متنوعة من الأفكار والمبادئ الرجعية البالية، تفريقاً للصفوف، ومجافاة عن الحق، ولابد أن يأتي اليوم الذي يقول الإسلام كلمته، وتتبخّر المبادئ كلها، كما تبخّر السراب الأحمر، _ تصفيق حاد _.

والخطة الثانية: أن الاستعمار جعل يزجّ بنا في المعارك الطائفية، وأخذ ينبش القبور عن الموتى، إحياءً للماضي الدفين، وإثارة للعصبيات الطائفية، ولا طائفية في الإسلام، _ تصفيق حاد _.

فالإسلام دين واحد، ومذهب واحد، لا أديان ومذاهب، كما يقول القرآن الكريم: *إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون*(56).

والخطة الثالثة: إن الاستعمار حاول أن يفصل الشعب عن العلماء، حتى يظل تائهاً، يتخبط في الظلام الدامس.. وعلينا أن نحبط هذه الخطة الفاشلة، ونعلم أن العلماء جزء لا يتجزأ من الشعب، _ تصفيق حاد _.

وإنهم لن يتخلّوا عن الشعب، وإن تخلى عنهم، _ تصفيق _.

وإنهم سائرون على منهاج الأنبياء في إسداء التوجيهات إلى الشعب، والدفاع عن الإسلام، دون أن تأخذهم الهوادة في الله.

ثم بعد ذلك: أخذ المستعمرون يشوّهون الإسلام والقرآن في نظر المسلمين حتى ينسلخوا منهما، فتنهار بذلك قوّتهم ومنعتهم الجبارة، وجعلوا يقولون: إن الإسلام يحارب الحريات! ولكنا عندما ننظر إلى القرآن نجده يفسر بعثة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: بالحرية والانطلاق(57)، ولكنها الحرية في حدودها الإنسانية المعقولة..

أما الحرية المطلقة فهي الفوضوية العارمة _ تصفيق حاد _ والإسلام يحارب الفوضوية والفوضيين _ تصفيق حاد _.

أيها السادة، يا سفراء المسلمين:

كان الاستعمار يقول كل ذلك، حتى لا يكون القرآن دستورنا الأساسي العام، وليزيح الإسلام عن المجال التنفيذي ولقد علم المفكرون بأن ما يعانيه عالم اليوم من المآسي والويلات لن تعالج إلا

بتطبيق الإسلام.. _ تصفيق حاد _.

وعلى كل فرد منا مسؤولية تطبيق الإسلام، كما قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته».

فيا أيها المسلم:

وعلى هدى القرآن سر بسلام

قم وانشر المجد التليد السامي

علويّةِ الأفكار والأحكام

في موكب التوحيد تحت زعامةٍ

الإسلام خير قيادة وإمام

فالشعب لا يحميه غير قيادةِ

تصفيق.. واستعادة

دستوره مِن خالقٍ علاّم

والحكم منهار إذا لم يتخذ

تصفيق.. واستعادة

أمل الشعوب وفوق كل نظام

فالكفر أفيون الشعوب، ودينُنا

تصفيق.. واستعادة

وشعار كل مجاهد مقدام

هذا طريق الثائرين لشعبهم

تصفيق.. واستعادة

***

عاشت وماتت في عمى وظلام

قم ثائراً للدين وافتح أعيناً

والكفر والإلحاد خير مرام

حسبوا التقدم رفض كل شريعة

حتى الجنين بأبشع الإجرام

قد لطخوا كرة التراب وروّعوا

تصفيق حاد.. واستعادة

وبكل دارٍ صرخة الأيتام

في كل شبرٍ للرجال مجازر

تصفيق.. واستعادة

حربٌ على الأوطان والحكام

لا يخدعنكم السلام(58) فانه

تصفيق.. واستعادة

جرّ الحبال ومثلة الأجسام

قالوا السلام شعارنا وشعارُهم

تصفيق حاد.. واستعادة

واستهتروا بالله والإسلام

وتهكّموا بمحمدٍ وكتابهِ

والمجلس العُرفي خير مقام

والحاكم العُرفي أكبر شاهد

تصفيق حاد.. واستعادة

***

لشعوبنا، وحَمامهم كحَمام

تلك الصداقة منفذ استعمارهم

تصفيق.. واستعادة

تغزو النجوم بمبدأ هدّام

هذي القنابل والصواريخ التي

أم بُغيةَ التدميرِ والإعدامِ؟

أَلأجل توثيقِ الصداقة كوّنتْ

تصفيق حاد.. واستعادة

***

جبّارة تسمو عن الأوهام

يا فتيةَ الإسلام، أنتم أُمة

وشعائرٍ ومبادئ ومرامي

ولكم من الإسلام خير مناهجٍ

ستطيح بالأنصاب والأزلام

ولكم من الإسلام خير قيادة

تصفيق.. واستعادة

الرجعيّة الحمراء بالإرغام

نفني المبادئ مثلما حطمتموا

تصفيق.. واستعادة

عمّا لَدى علمائِنا الأعلامِ

لا نَستعيض قيادةً مدسوسةً

تصفيق.. واستعادة

أنّا نريد حكومةَ الإسلام

وليسمع المستعمرون جميعُهم:

تصفيقات حادة.. واستعادات

والثورة البيضاء رمز قيام

والوحدةُ الكبرى شعار نظامنا

تصفيقات.. واستعادات

سنطبّق الإسلام بالإسلام

فعلى قيادة حيدرٍ ومحمدٍ

تصفيق

وعلى نشيدي من فتات كلامي:

وعلى شفاهي من فؤادي ثورةٌ

والشعب شعبي والطريق أمامي

الله ربي والشريعة مذهبي

تصفيقات.. واستعادات

القرآن نحو مخطّط الأحلام

فإلى الأمام إلى السلام على هدى

لبناء حكم زاهر إسلامي

سِيروا على اسم الله والقرآن

تصفيقات.. واستعادات

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وهكذا انتهى الاحتفال بانتهاء كلمة آية الله الشهيد رحمة الله

عليه وقد تركت أثراً كبيراً في رفع مستوى الوعي الجماهيري، وفي إيقاف وصد الزحف الإلحادي المضاد.

هذا .. وقد واصل السيد الشهيد (رضوان الله عليه) حملاته الفكرية وخطّه الديني الجهادي ضدي الشيوعيين، حتى سقطوا بسقوط عبد الكريم قاسم من الحكم، وخلّفوا وراءهم نقمة الشعب ولعنته.

احتفال آخر في فترة البعثيين

وبعد أن جاء البعثيون ليحكموا العراق بالظلم والاستبداد أعلن آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمة الله عليه الحرب على هذه الزمرة، وجعل يفضحهم وهم حكام وبيدهم القوة .

وفي طليعة ما قام به رحمة الله عليه ضدهم هي كلمته وقصيدته التي كشفت أوراقهم وأزاحت الستار عن عمالتهم وخيانتهم .

فلقد قام أهالي كربلاء المقدسة، المهرجان السنوي العظيم في ذكرى ميلاد سيد الأوصياء الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في نفس الحسينية، وبنفس العظمة والفخامة والزينة، وطلبت لجنة الاحتفال من الشهيد المعظم أن يشترك في المهرجان، لإلقاء كلمته وقصيدته في الجماهير المتلهفة إليه، المتشوقة إلى سماع حديثه . .

فلبى رحمة الله عليه طلبهم، وألقى كلمة أثارت ثائرة العفالقة وخططوا لاغتياله وسجنه، إلا أنه هاجر إلى لبنان _ في هجرته الأولى عام 1964_ حيث استقر هناك لفترة، وأسس (دار الصادق) لطبع ونشر وتوزيع الكتب الإسلامية . والآن . . إليكم كلمته وقصيدته الرائعتين :

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام على ضيوفنا الكرام ورحمة الله وبركاته .

سلام الله على المحفل الكريم وتحياته وبركاته .

يحتفل المسلمون اليوم، وتحتفل معهم العبقريات البشرية والضمائر الحرة، بمولد انتظرته الأجيال، واشرأبت إليه الإنسانية المعذبة، بكل تطلعاتها وآمالها ليخرجها من الظلمات إلى النور، ألا وهو بطل الإسلام الخالد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . (تصفيق)

فلقد وُلد الإمام واستقبله الرسول الكريم صلي الله عليه و اله، واشرف على

صياغته، حتى طبع فيه نفسه، فكان وزيره الذي كان يسمع ما يراه الرسول صلي الله عليه و اله،وتوسعت ثقافته حتى قال :(والله إني أعلم بطرق السماوات من طرق الأرض)..

وأضاف قائلاً:(لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً)..

وكذلك اختاره النبي الأكرم صلي الله عليه و اله تاج رأسه، ورأس ماله الذي تحدث عنه قائلاً: (علي مني بمنزلة رأسي من بدني) .

ولقد تشبع الإمام من الإسلام والقرآن، حتى لم تكن تنبض مشاعره إلا بالحق والقرآن، ولذلك صحت فيه أقوال الرسول العظيم صلي الله عليه و اله: (علي مع القرآن والقرآن مع علي)، (علي مع الحق والحق مع علي)، (علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج مه كان كافراً)، (علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي)، (علي يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا)، (عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب) .. ثم خاطبه الرسول صلي الله عليه و اله قائلاً :(يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق) .

ولقد أكبر عمر بن الخطاب هذه الحقيقة حينما قال :(كنا ننظر إلى علي في أيام رسول الله كما ننظر إلى النجم)..

ولقد كان علي عليه السلام أحد ركني الإسلام في كلام الرسول صلي الله عليه و اله حيث قال: (لولا سيف علي ومال خديجة لما قام للإسلام عمود) .

واصبح علي عليه السلام كل الإسلام عندما أصبح عدوه كل الشرك في (يوم الخندق) عندما قال الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله :(برز الإيمان كله إلى الشرك كله) ثم كانت (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين) ولولا تلك الضربة المدوية لم يكن اليوم على وجه الأرض إنسان واحد مسلماً .

وحتى لو سكت القرآن والرسول عن فضل علي عليه السلام لنطقت صفاته وآثاره، بكل ما يعلو ويزيد، أو ليس هو الذي كتم أعداؤه فضائله بغضاً، وكتم أنصاره فضائله خوفاً، ثم ملأت ما بين المشرق والمغرب، حتى لو أنكره الناس جميعاً، لهتفت بعظمته الأرض والسماء وقدسه موضع كل فتكة سيف، ونبضة فكره؟

أو ليس هو الذي هتف له جبرئيل بين السماء والأرض:

(لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) ؟ (تصفيق)

وهكذا.. لا يكون لي إلا أن اقف أمام عظمته المعجزة، كشاعر يعتصر قلبه صوراً وألواناً، تكريماً لتلك البطولة الواسعة، التي لا يحيط بها البيان، ولا يستوعبها الفكر، مردداً :_

أنت الفضاء وما سواك هباء

حاشاك أن تسمو إليك سماء

والسر أنت وغيرك الأسماء

ومتى يحلق نحوك العظماء

جنات والنيران كيف تشاء

أولست ساقي الحوض أنت وقاسم ال_

رزاق والغبراء والخضراء

وبأمره الأرحام والأرواح والأ

فكأنه فوق الفضاء فضاء

وبكفه تتصرف الأجواء

(والفضل ما شهدت به الأعداء)

أعداؤه عبدوه لا أبناؤه

تصفيق واستعادة

حتى استوى البلهاء والبلغاء

في مدحه أقصى الثناء هجاء

***

ول_ه قلوب العالمين مقام

يا من ل_ه الآيات والأحكام

نبأ العظيم، وإنك العلام

أنت الصراط المستقيم وإنك ال_

وصيي الكرار، وهو غلام

قد أعلن المختار يوم الدار إن

أعلى علياً وانبرى الإلهام

وبيوم خم قد علا وبكفه

مولاه) وهو لمن سواه إمام

(من كنت مولاه فهذا حيدر

تصفيق واستعادة

الكرار) وهو القائد المقدام

(وأنا المدينة للعلوم وبابها

تطوى وتنشر باسمها أعلام

عَلمٌ طوى علماً، وأعلى راية

***

عد نحونا لتشع منك سناء

يا من بنورك قامت العلياء

غواء، ينشد (بعثها) غوغاء

(علوية) غراء لا (أموية)

تصفيق واستعادة

ورُعاتنا (العلماء) لا (العملاء)

فالشعب نحن وأنت أنت إمامنا

***

فلتسقط الأحزاب والأذناب

كم ذا جنى الأذناب والأحزاب

تصفيق واستعادة

فمناورات تلك أو ألعاب

لا توجد الأحزاب في أوطاننا

كبش الفداء شراذم وشباب

يتنازع المستعمرون وإنما

سن المبادئ إنها أبواب

يتقاتلون على المناصب والذي

تصفيق واستعادة

ومضوا بها وتتابعت أحزاب

فَهمُ أتوا بالفوضوية فجأة

حقت عليهم لعنة وعذاب

وتقاتل الهمج

الرعاع لأنه

يحدو لها مستعمر نصاب

فلكل حزب قادة مدسوسة

تصفيق

في الإسلام أحزاب ولا أنصاب

الحزب حزب الله ليس سواه

الأحزاب والأنصاب والآراب

فهو الذي انهارت على أعتابه

والمسلمون جميعهم أحباب

والمشركون مذاهب ومشارب

تصفيق واستعادة

***

وسواه كفر زائف وظلام

أمل الشعوب ومجدها الإسلام

إن المبادئ كلها هدام

فدع المبادئ كلها في معزل

إن العقيدة مصحف وحسام

واعمل لتطبيق الكتاب مجاهداً

لا السجن يرهبني ولا الإعدام

واسحق جباه الملحدين مُردداً

تصفيق واستعادة

لا السجن يرهبني ولا الإعدام

واسحق جباه الملحدين مُردداً

تصفيق واستعادة

عمياء يوقظ حقدها الأقزام

والطائفية ويلها من فتنة

فإذا لها حكام والأحكام

والطائفية جددت تاريخها

وتطورت في عرضها الأفلام

والطائفية لونت أزياءها

فشعارها الإرهاب والإرغام

لكنها هي لم تغير ذاتها

وشعارنا في العالم الإسلام

دستورنا القرآن نهتف باسمه

تصفيق واستعادة

ماركس لا القسيس لا الحاخام

وزعيمنا الكرار لا ميشيل لا

تصفيقات واستعادات

***

يحدو لها الصاروخ والأقمار

مشت الشعوب يقودها استعمار

من ريشها تتناثر الأقدار

وتطايرت باسم السلام حمائم

ويسود أسياد الشعوب شرار

ويل الشعوب شرارها أسيادها

يجتاحها الإرهاب والانذار

والعالم العملاق أصبح لعبة

من قبل أن يختاره الكفار

قد آن أن نختار نحن مصيره

تصفيق واستعادة

***

فحياتنا داء وأنت دواء(58)

قل للعزيز أصابنا الضراء

والرافدان مدامع ودماء

أرض العراق مجازر ومآتم

وأهداف الورى أهواء

والشعب آخر ما يفكر فيه مسئول

فللتضليل لا ليسوده الحكماء

والشعب إن يذكر

ووليمة يرتادها الأمراء

والشعب للحكام ملحمة الهوى

للحاكمين الكبر والغلواء

لا ذل إلا للشعوب وإنما

تصفيق واستعادة

قد أرقته حشاشة سغباء

فمن الذي في الكوخ أبصر حاكماً

جوع ليأكل قوته الفقراء

أو هل عرفتم حاكما يطوي على

قطيفة ول_ه الفلاة فناء

أو هل سمعتم أن مسؤولاً كستْهُ

يحيف به العطاء ولايجور قضاء

أو من يواسي المسلمين فلا

وتقدست بسمائه الأسماء

إلا علياً مَن تعالى قدره

تصفيق واستعادة

***

فغدوا حيارى لا ثرى وثراء

سلب الرفاق ثرى الورى وثراءهم

والأغنياء غدوا وهم فقراء

لكنما الفقراء ادقع فقرهم

زيين في جمع الثراء سواء

والإشتراكيون أضحوا بورجوا

تصفيق واستعادة

لقطاء لم يعرف لهم آباء

داسوا عفاف المحصنات لأنهم

تصفيق واستعادة

سادتهم الرجعية السوداء

والناس عندهم شعوبيون قد

تصفيق واستعادة

عد نحونا لتشع منك سناء

يا من بنورك قامت العلياء

زادتهم الأموية النكراء

وهم الشيوعيون إلا

أنه

تصفيق واستعادة

بالمشركين وفيهم دخلاء

لو لم يكونوا ملحدين لما رضوا

إذ لم يكن فيهم ل_ه أكفاء

لكنهم راموا قيادة عفلق

تصفيق واستعادة

ولديه أحقاد الصليب دماء

أو ليس قد سماه يعرب عفلقا

والأم باريسية عجماء

وأبوه جاء لسوريا مستعمراً

تصفيق واستعادة

حملت به وطنية عرباء

هذي العروبة لا عروبة مسلمٍ

ضحك وتصفيق واستعادة

وانصبت الحمراء والصفراء

كم جربوا في الشعب حرياتهم

أموات أو دفنوا وهم أحياء

ثم انثنوا والناس أحياء وهم

تصفيق واستعادة

والحزب إن دواءه الإفناء

دفنوا بأيديهم وأيدي شعبهم

سقطوا فلم تنحب لهم خرساء

حكموا فلم يضحك لهم ثغر وقد

ومضوا فكانت فرحة بيضاء

جاءوا فكانت لعنة حمراء

تصفيق واستعادة

***

حتى تقوم حكومة الإسلام

ويل العراق فليله لا ينقضي

***

تصفيقات واستعادات

والسلام عليكم (تصفيق)..

مؤلفات آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمة الله عليه

(1-2) الاقتصاد/ ج1و2 (الاقتصاد العالمي، الاقتصاد الاسلامي): 320 صفحة من الحجم الكبير، طبع عدة مرات، الطبعة الأولى في العراق 1379ه_ / 1960م.

(3-5) خواطري عن القرآن/ ج1-3: الجزء الأول 527 صفحة، والجزء الثاني 563 صفحة، والجزء الثالث 594 صفحة، من الحجم الكبير، الطبعة الأولى: دار العلوم بيروت، لبنان، 1414ه_ / 1994م.

(6) الأدب الموجّه: طبع بحجم كبير، الطبعة الأولى، في بيروت، لبنان، 1385ه_ / 1965م.

(7) العمل الأدبي: 441 صفحة من الحجم الكبير، الطبعة الأولى، دار الصادق: بيروت، لبنان، 1387ه_ / 1967م.

(8) حديث رمضان: 264 صفحة من الحجم الكبير، طبع عدة مرات، الطبعة الأولى دار الصادق ودار صادر، بيروت، لبنان 1390ه_ / 1970م.

(9) التوجيه الديني: 264 صفحة من الحجم الكبير، الطبعة الأولى: المركز العلمي بيروت، لبنان، 1399ه_ / 1979م (خطب دينية أذيعت من إذاعة بغداد – العراق منذ العام 1382ه_ إلى 1385ه_).

(10) إله الكون: الطبعة الأولى 1380ه_ –1960م طبع بحجم متوسط في النجف الأشرف ، العراق.

(11) رسول الحياة صلي الله عليه و اله: طبع أولاً في العراق بحجم صغير، وثانياً طبع ضمن كتاب (التوجيه الديني).

(12) بحوث وقصائد عن الإسلام

والولاء: 124 صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى: 1405ه_ (لجنة الاحتفالات التأبينية) دار الهدى، قم، ايران.

(13) بحوث وكلمات: 128 صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى: 1402ه_، اللجنة المشرفة على احتفالات الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد المؤلف، قم، ايران.

(14) الشعائر الحسينية: 160 صفحة من الحجم المتوسط، طبع عدة مرات، الطبعة الأولى في العراق.

(15) حكم متنوعة: طبع بالحجم المتوسط في قم المقدسة، إيران.

(16) الصراع المرير: 32 صفحة من الحجم المتوسط، طبع عدة مرات.

(17) طغاة العراق: طبع في قم المقدسة، إيران، بالحجم الصغير.

(18) عراق البعث: طبع في قم المقدسة، إيران، بالحجم المتوسط.

(19) ميلاد القيادة الإسلامية: طبع عدة مرات، ومنها: طبع ضمن كتاب (حضارة في رجل) ص 179-185 ط الخامسة 1408ه_ 1988م،دار الشهيد، بيروت لبنان.

(20) من حديث الولاء: 112 صفحة من الحجم المتوسط، طبع في قم المقدسة، إيران.

(21) من حقول التأمل: طبع في قم المقدسة، إيران بالحجم المتوسط.

(22) منابع الكلمة: 73 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى 1405ه_ / 1985م مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(23) الطغاة: 106 صفحات من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى 1405ه_ / 1985م مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(24) الاشتقاق: 97 صفحة من الحجم المتوسط طبع عدة مرات، الطبعة الأولى في النجف الأشرف، العراق.

(25) عاشوراء: 46 صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى: 1403ه_ دار القرآن الحكيم، قم المقدسة، إيران.

(26) النصير الأول للإسلام: طبع عدة مرات، ومنها عام 1382ه_ في العراق (طبع ضمن كتاب المهرجان العالمي بمولد بطل الإسلام الإمام أمير المؤمنين عليهما السلام).

(27) بطل الإسلام الخالد: طبع عدة مرات، ومنها عام 1400 ه_ في قم المقدسة، إيران (طبع ضمن كتاب: مواقف بطولية).

(28) موقف الإسلام الفاصل: طبع عدة مرات، ومنها عام 1400ه_ في قم المقدسة، إيران (طبع ضمن كتاب: مواقف بطولية).

(29)

إنجازات الرسول صلي الله عليه و اله: 40 صفحة من الحجم المتوسط، طبع عدة مرات، الأولى: طبع في لبنان على حساب مجلة العرفان البيروتية، والطبعة الثانية عام 1418ه_، لندن، انكلترا.

(30) جذور الشرق: 144 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1405ه_ / 1985م مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(31) رسالة الصاروخ: 40 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1405ه_ / 1985م مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(32) قلت اعمل: 40 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1405ه_ / 1985م مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(33) أنا عندي: 43 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1405ه_ / 1985م مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(34) مقدمات: 158 صفحة من الحجم الكبير، الطبعة الأولى: 1409ه_ / 1989م دار العلوم، بيروت، لبنان.

(35) نهج البلاغة ميناء الإنسانية المعذّبة: 26 صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى 1417ه_، لندن، انكلترا.

(36) مسند الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: 83 صفحة من الحجم المتوسط (كتب له مقدمة في 15 صفحة مع تعليقات قيمة على الأحاديث الشريفة) الطبعة الأولى: 1401ه_ / 1981م، مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(37) قصة البدء: 63 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1419ه_ / 1999م مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بيروت، لبنان

(38) أنت المظفر: 32 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1419ه_ / 1999م مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بيروت، لبنان

(39) أنا وأنت: 32 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1419ه_ / 1999م مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بيروت، لبنان

(40) يا طموحي: 95 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى: 1419ه_ / 1999م مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بيروت، لبنان

(41) كلمة الله: 633 صفحة من الحجم الكبير، طبع عدة

مرات، الطبعة الأولى: 1386ه_ / 1966م، بيروت، لبنان.

(42) كلمة الإسلام: 232 صفحة من الحجم الكبير، طبع عدة مرات، الطبعة الثانية: 1400ه_ / 1980م، قم المقدسة، إيران. (43) كلمة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله: 464 صفحة من الحجم الكبير، طبع عدة مرات، الطبعة الأولى 1384ه_ / 1964م، بيروت، لبنان.

(44-45) كلمة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ج1و2: مخطوط.

(46) كلمة فاطمة الزهراء عليها السلام: 344 صفحة من الحجم الكبير، طبع في لبنان والكويت، الطبعة الأولى: 1421ه_ / 2000م، دار العلوم بيروت، لبنان.

(47) كلمة الإمام الحسن عليه السلام: 256 صفحة من الحجم الكبير، طبع عدة مرات، الطبعة الرابعة: 1403ه_ / 1983م، مؤسسة الوفاء ، بيروت، لبنان.

(48) كلمة الإمام الحسين عليه السلام: 320 صفحة، طبع في الكويت ولبنان، الطبعة الأولى: 1420ه_ / 1999م، ديوانية الإمام الشيرازي، الكويت.

(49) كلمة الإمام السجاد عليه السلام: جاهز للطبع.

(50-51) كلمة الإمام الباقر عليه السلام ج1و2: مطبوع، هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله.

(52-55) كلمة الإمام الصادق عليه السلام ج1-4: مطبوع، هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله.

(56) كلمة الإمام الكاظم عليه السلام: 352 صفحة من الحجم الكبير، الطبعة الأولى: 1421ه_ / 2000م، هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله - الكويت.

(57) كلمة الإمام الرضا عليه السلام: 484 صفحة من الحجم الكبير، الطبعة الأولى: 1419ه_ / 1999م، ديوانية الإمام الشيرازي، الكويت.

(58) كلمة الإمام الجواد عليه السلام: 160 صفحة من الحجم الكبير، الطبعة الأولى: 1419ه_ / 1999م، مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله بيروت، لبنان.

(59) كلمة الإمام الهادي عليه السلام : مطبوع، هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله.

(60) كلمة الإمام العسكري عليه السلام: 319

صفحة من الحجم الكبير، الطبعة الثانية: 1421ه_ / 2000م، هيئة محمد الأمين صلي الله عليه و اله - الكويت.

(61) كلمة الإمام المهدي عليه السلام: 592 صفحة من الحجم الكبير، طبع عدة مرات في إيران ولبنان، الطبعة الثانية 1403ه_ / 1983م، مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان.

(62) كلمة السيدة زينب عليها السلام وربيبات الرسالة: 216 صفحة من الحجم الكبير، طبع في لبنان والكويت، الطبعة الأولى 1419ه_ / 1998م، مؤسسة السيدة زينب عليها السلام ، بيروت، لبنان.

(63) كلمة الأنبياء والحكماء عليهم السلام: مطبوع.

(64-65): كلمة الأصحاب/ج1و2: مطبوع.

(66) الإسلام أمل الشعوب.

(67) لا سلام إلا في الإسلام.

(68-69) حياة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ج1 و2: مخطوط، وقد صودرت النسخة الأصلية من قبل طغاة العراق.

(70) لا يا حكام الحرمين: مخطوط، وقد صودرت النسخة الأصلية من قبل طغاة العراق.

(71) تقريرات بحث الخارج (في الحوزة العلمية الزينبية): مخطوط.

(72) ميلاد القرآن وثورة الإسلام: طبع ضمن كتاب (حضارة في رجل) الصفحة 185، 192، الطبعة الخامسة 1408ه_ / 1988م، دار الشهيد بيروت، لبنان (وهو عنوان قصيدة ألقاها الشهيد في الكويت، بعد أيام من نكسة حزيران 1967م، بمناسبة ذكرى ميلاد منقذ البشرية رسول الإسلام محمد صلي الله عليه و اله عام 1387ه_).

(73) شعاع من الكعبة: 96 صفحة من الحجم الرقعي، مطبوع.

(74) تفجر البراكين: 64 صفحة من الحجم الرقعي، مطبوع.

(75) رعشات مذعورة: 48 صفحة من الحجم الجيبي، مطبوع.

(76) أين الإنسان: 31 صفحة من الحجم الجيبي، مطبوع.

(77) نحن والقراصنة: 32 صفحة من الحجم الجيبي، مطبوع.

(78) مناجاة: 32 صفحة من الحجم الجيبي، الطبعة الأولى 1420ه_ / 1999م، ديوانية الإمام الشيرازي، الكويت.

(79) ديوان الشهيد الشيرازي رحمة الله عليه: مخطوط.

(80) أطروحة من أجل إنقاذ فلسطين / كتبها في كراس وقدمها إلى الرئيس العراقي في

وقته عبد الرحمن عارف عام 1963 م ، وذلك إتماماً للحجة.

( ) راجع كتاب (الصياغة الجديدة) و(تلك الأيام) للإمام المؤلف دام ظله. ولا بأس هنا بالاشارة إلى بعض أساليب التعذيب في سجن قصر النهاية:

1. الضرب عل_ى قدمي السجين لساعات طويلة بواسطة الصوندات وهي عبارة عن أنابيب من المطّاط في داخلها مواد حديدية ومصممة تصميماً فنياً لهذا الغرض 2. ربط اليدين على مساند خشبية والضرب بالصوندات على جميع الجسم 3. إجلاس السجين على كرسي الموت 4. الكيّ بالكهرباء والسجائر وعلى الخصوص ف_ي المناطق الحساسة من الجسم 5. قلع فروة الرأس 6. نفخ الجسم بواسطة منفاخ الهواء 7. الضغط على الرأس بالطوق الحديدي 8. صب الماء الساخن عل_ى الرأس صيفاً، والبارد شتاءاً من شبكة المياه المثبتة في سقف الغرفة 9. إجب_ار المعتقلين بأن يضرب أحدهم الآخر بحذائ_ه وتلتقط له_م الصور التلفزيونية والوي_ل لم_ن لا يستجيب لذلك 10. إجبار السجناء أن يبصق أحدهم في وجه الآخر أو يبول أحدهم على رأس الآخر 11. إجبار السجين على مسح الأحذية أو ينتحل شخصية سمسار الساقطات 12. إجبار السجين أن يقلِّد صوت الكلب وطريقة سيره وأن يهجم على السجناء وهو في هذه الحالة 13. إجبار السجين أن يدلي بالاعترافات التي يلقّن بها في تسجيل تلفزيوني وتحفظ هذه الأشرطة في مركز الأمن القومي لوقت الحاجة 14. منع السجين عن تناول الطعام والماء لعدة أيام وإجباره على تناول القاذورات بدل الطعام ، وشرب البول بدل الماء 15. سلخ الجسم 16. الزرق بالزرنيخ أو بالسموم 17. قلع الأظافر. وغيرها مما هو كثير...

ومن ابتكارات ناظم كزار في التعذيب كما نقلها العلوي لمجلة (المجلة) : أحضر تابوتاً واستدعى أصلب المعتقلين ولفّه بالحبل ثم أدخله

في التابوت ، وأغلق غطاءه بالمسامير وأحضر المنشار ونشره إلى نصفين أمام المساجين . ولا يخفى إن السجون والمعتقلات ازدادت بعد ذلك ، فقد تحوّل قصر الملح في منطقة أبو غريب إل_ى سجن كبير كم_ا استخدمت البيوت الخاصة التي تشرف عليها مديرية الأمن العامة كمعتقلات ، وأنشأت سجون أخرى في مديرية الأمن العامة ومديريات المحافظات وف_ي مقر الاستخبارات وسرية الخيّالة في بغداد . راجع كتاب (تلك الأيام): ص283، التهميش رقم 1.

الهوامش

(1) هي ثورة عارمة ضد الاستعمار الأنكليزي في العراق عام 1338ه_ 1920م، حيث اصدر الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي رحمة الله عليه قائد الثورة والذي كان المرجع الأعلى للطائفة في زمانه، فتواه الشهيرة ضد التواجد الانكليزي في العراق مما اضطروا للخروج بعد الخيبة والانكسار، وهذا نص الفتوى: (مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين ويجب عليهم في ضمن مطالبتهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الانجليز عن قبول مطالبهم).

(2) هي ثورة عارمة ضد الاستعمار الانكليزي في ايران، قادها الإمام السيد محمد حسن المجدد الشيرازي الكبير رحمة الله عليه، ونص فتواه: (استعمال التنباك والتتن حرام بأي نحو كان، ومن استعمله كان كمن حارب الإمام المنتظر عليه السلام)، مما سبب خروج البريطانيين عن إيران.

(3) هو الشيخ محمد تقي بن الميرزا محب علي بن أبي الحسن الميرزا محمد علي الحائري الشيرازي، زعيم الثورة العراقية، ولد بشيراز ونشأ في الحائر الشريف، فقرأ فيه الأوليات ومقدمات العلوم وحضر على أفاضلها حتى برع وكمل، فهاجر إلى سامراء في أوائل المهاجرين، فحضر على المجدد الشيرازي حتى صار من أجلاء تلاميذه وأركان بحثه، وبعد أن توفى أستاذه الجليل تعين للخلافة بالاستحقاق والانتخاب، فقام بالوظائف من الإفتاء والتدريس وتربية العلماء، ولم

تشغله مرجعيته العظمى وأشغاله الكثيرة عن النظر في أمور الناس خاصهم وعامهم، وحسبك من أعماله الجبارة موقفه الجليل في الثورة العراقية وإصداره تلك الفتوى الخطيرة التي أقامت العراق وأقعدته لما كان لها من الوقع العظيم في النفوس، فهو رحمة الله عليه فدى استقلال العراق بنفسه وأولاده وكان أفتى من قبل بحرمة انتخاب غير المسلم، وكان العراقيون طوع إرادته لا يصدرون إلا عن رأيه، وكانت اجتماعاتهم تعقد في بيته في كربلاء المقدسة. توفي رحمة الله عليه في 13 من ذي الحجة عام (1338ه_) بالسم، ودفن في الصحن الحسيني الشريف.

(4) أي الأمريكان.

(5) سورة الحشر: 7.

(6) سورة الشعراء: 227.

(7) الفصول التي في الكتاب هي كالتالي: (فصل: فترة الملكيين)، (فصل: فترة الشيوعيين)، (فصل: فترة القوميين)، (فصل: فترة البعثيين)، (فصل: جملة من أحوال الشهيد *).

(8) فيصل1 (1883-1933م) ولد في الطائف، ابن الشريف حسين، ثار على العثمانيين 1916 وقاد الجيش العربي في فلسطين، نودي به ملكاً على سورية 1920 وانسحب بعد دخول الجيش الفرنسي، ملك العراق 1921م.

(9) غازي1 (1912-1939م) ملك العراق 1933 خلفاً لوالده فيصل1، توفي بحادث سيارة مصطنع.

(10) فيصل2 (1935-1985م) ابن غازي الاول، ملك العراق 1953، قتل في ثورة 14 تموز.

(11) العلامة السيد موسى الصدر، ولد في قم المقدسة بتاريخ 4 حزيران 1928م.له مواقف مشرفة في لبنان، وتجاه اشتداد المحنة اللبنانية وتعاظم الأخطار من قبل العدو الإسرائيلي قام السيد الصدر بمجموعة زيارة شملت كلا من سوريا والأردن والسعودية والجزائر وليبيا و... داعياً لعقد قمة عربية محدودة سعياً لإنهاء محنة لبنان وإنقاذ جنوبه، وفي يوم الجمعة بتاريخ 22 رمضان 1398 الموافق 25 آب 1978 سافر برفقة الشيخ محمد يعقوب، والصحفي عباس بدر الدين إلى الجماهيرية الليبية، ووصل إلى مطار

طرابلس ثم انقطعت أخباره واختفي في ليبيا، ولازال مصيره مجهولا.

(12) العلامة الشهيد السيد محمد مهدي بن آية الله العظمى الإمام السيد محسن الحكيم * ولد في النجف الأشرف سنة 1353ه_ 1935م واستشهد في السودان على يد طغاة العراق في عصر يوم الأحد 27 جمادى الأولى 1408ه_ 17 كانون الثاني 1988م)

(13) آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر بن السيد حيدر بن السيد اسماعيل الصدر، ولد في 25 ذي القعدة عام 1353ه_ في مدينة الكاظمية، اعتقل في 17 رجب عام 1399ه_ على يد طغاة البعث في العراق ثم اطلق سراحه، ثم اعتقل للمرة الرابعة مع اخته العلوية بنت الهدى وبعد أيام وجيزة قتلوهما ودفنوهما في مكان مجهول من وادي السلام في النجف الأشرف.

(14) عبد الكريم قاسم (1914 _ 1963م) ضابط قاد انقلاب عام (1958م) وأطاح بالملكية، قضى عليه عبد السلام عارف في انقلاب عسكري.

(15) السعيد نوري (1898-1958م) ثار على الأتراك مع فيصل، رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزيرا للخارجية ووزيرا للداخلية مراراً، وهو احد عملاء بريطانيا في العالم العربي، حيث وضع امكانات العراق وقدراته تحت تصرف البريطانيين، قتل في انقلاب 14 تموز.

(16) الخطيب البارع الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي، ولد في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1339ه_ يوم ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وبعد جهاد طويل سقوه السم في يوم شهادة فاطمة الزهراء وتوفي مسموماً شهيدا عام 1393ه_.

(17) الخطيب الشيخ حمزة بن الشيخ طاهر بن الشيخ حمزة بن الملا ياس بن خضر اغا الزبيدي، ولد في الهندية (طويريج) سنة 1327ه_ له مقالات هادفة في مجلة (الأخلاق والآداب) و(صوت المبلغين)، توفي في كربلاء المقدسة يوم الخميس 8/9/1988 الموافق لسنة 1410ه_ ودفن فيها.

(18) آية الله السيد

مرتضى بن السيد محمد صادق القزويني، ولد عام 1350ه_ خطيب شهير وعلم من أعلام العلم والأدب والخطابة، قاوم المد الأحمر في العراق أثناء حكم قاسم عام 1958م اعتقلته السلطات الظالمة في العراق عدة مرات، وعذب خلالها ونفي إلى شمال العراق، هاجر إلى الكويت ثم ايران ثم امريكا، وأسس العديد من المؤسسات الإسلامية في دول عديدة.

(19) عبد الحسين كمونة من أهالي كربلاء المقدسة ومن الشخصيات العراقية المثقفة، ينحدر من عشيرة بني اسد، وكانت ترجع اليه العشيرة في أمورها وحل مشاكلها.

(20) صالح جبر من مواليد 1318ه_ 1900م في مدينة الناصرية، درس الحقوق وعين نائبا سنة 1349ه_ 1930م، تقلد عدة وزارات في فترة الملكيين، وأصبح رئيساً للوزراء مرة، ومتصرفا لكربلاء المقدسة عام 1354ه_ 1935م، اسس حزب الأمة عام 1370ه_ 1951م مات بنوبة قلبية في 19 ذي الحجة 1377ه_ 6/6/1957م.

(21) في كتابه (تجاربي مع الحقيقة). واسمه: (موهنداس كرامشاند) (1869 _1948م): فيلسوف ومجاهد هندي، ولد في بور بندر . اشتهر بلقب (المهاتما) أي النفس السامية، دعا إلى تحرير الهند من الإنكليز بالطرق السلمية والمقاومة السلبية بعيداً عن العنف. أدت جهوده إلى استقلال الهند عام 1947م . اغتاله براهماتي متعصب. يعد من أبرز دعاة السلام.

(22) آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي بن حبيب الله الشيرازي، ولد في كربلاء المقدسة عام 1304ه_ اشترك في ثورة العشرين لطرد الاستعمار البريطاني، توفي في 28 شعبان 1380ه_ ودفن في الصحن الحسيني الشريف.

(23) آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي، سبقت ترجمته.

(24) عبد السلام عارف (1921 _ 1966م) ضابط عراقي قام بانقلاب عسكري على عبد الكريم قاسم، رئيس الجمهورية عام (1963م) قتل في حادث سقوط طائرة.

(25) الشيخ عبد الزهراء الكعبي، مرت ترجمته.

(26) السيد محمد بن علي

أكبر بن قاسم الموسوي الشيرازي المعروف بسلطان الواعظين، يصل نسبه إلى السيد إبراهيم المجاب ابن الأمير محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر* توفي في العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري عن عمر ناهز التسعين عاماً. وكتاب (ليالي بيشاور) يقع في أكثر من الف ومائة وخمسين صفحة وطبع عدة مرات.

(27) رضا بهلوي (1878-1944م) شاه ايران 1925م، حكم بالظلم والجور والاستبداد، ونشر الفساد، تنازل لابنه محمد 1941م.

(28) آية الله العظمى السيد ميرزا مهدى الشيرازي، سبقت ترجمته.

(29) آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم، ولد في النجف الأشرف 1306ه_ وتوفي سنة 1390ه_ ، أصدر فتواه الشهيرة بتكفير الشيوعية والكشف عن صبغتها الإلحادية في 17 من شعبان عام 1379ه_ (آيار 1960م) واعتبر إن الشيوعية كفر وإلحاد، ونشر الفتوى في جريدة العراق آنذاك.

(30) آية الله العظمى السيد عبد الهادي بن اسماعيل الحسيني الشيرازي، ولد في مدينة سامراء عام 1305ه_ آلت اليه المرجعية الدينية بعد وفاة السيد أبو الحسن الإصفهاني، له مواقف مشرفة ضد الاستعمار البريطاني، اشترك مع الشيخ الشيرازي في ثورة العشرين، ووقف بوجه المد الشيوعي وأصدر فتواه الشهيرة بضلالتهم، أعماه الأنجليز عام 1369ه_ و توفي عام 1382ه_.

(31) سبقت ترجمته.

(32) جمال عبد الناصر (1918_ 1970م) رجل دولة مصري، قلب الحكم على الملك فاروق (1952م) رئيس الجمهورية عام (1958م) حتى وفاته

(33) آية الله السيد محمد صادق بن السيد محمد رضا بن السيد هاشم القزويني الموسوي الحائري، من أسرة علوية مجدها شامخ وشرفها باذخ، لها تاريخ حافل بالمكارم وجلائل الأعمال.اعتقلته السلطات الظالمة في العراق إلى يومنا هذا، ولم يكن منه خبر ولا أثر، وعمره يناهز المائة سنة..

(34) سبقت ترجمته.

(35) آية الله الشيخ جعفر الرشتي، ولد في رشت الإيرانية

عام 1310ه_ 1892م ثم هاجر إلى العراق ودرس على كبار علمائها، توفي في كربلاء المقدسة رجب عام 1394ه_ تموز 1974م.

(36) الشيخ محمد رضا جواد الشبيبي من عشيرة بني اسد ولد عام 1307ه_ 1889م في النجف الاشرف، شارك في ثورة العشرين وكان رابطاً مع بعض شيوخ العشائر في الفرات الأوسط وأحد الأعضاء البارزين في حزب الاستقلال الذي ترأسه السيد محمد الصدر، تقلد وزارة المعارف في خمس دورات وأصبح عضواً لمجلس النواب في ثمان دورات، توفي في بغداد عام 1386ه_ 1966م.

(37) ميشيل عفلق مسيحي تخرج من فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، من مؤسسي حزب البعث.

(38) أحمد حسن البكر (1916-1982م) رئيس الجمهورية العراقية (1968-1979).

(39) موسوعة الكلمة تشمل على 25 مجلداً، طبع أكثرها، والباقي على شرف الطبع بإذن الله تعالى، وسنذكر القائمة التفصيلية لمؤلفات الشهيد * في آخر الكتاب. الناشر.

(40) للتفصيل راجع كتاب (حضارة في رجل) و(الشجرة الطيبة).

(41) سيأتي ذكر مؤلفات الشهيد في آخر الكتاب.

(42) راجع كتاب (المسلمون العلويون شيعة أهل البيت *)، وقد كتب الشهيد مقدمة على بيانهم كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لوليه، والصلاة والسلام على نبيه، والأطهار من عترته. وبعد: لقد وفقني الله تعالى لزيارة إخواننا المسلمين (العلويين) في الجمهورية العربية السورية من 3 _ 7 شعبان 1392ه_، ثم زرت إخواننا المسلمين (العلويين) في طرابلس _ لبنان، وذلك على رأس وفد من العلماء بأمر من سماحة الإمام المجدد المرجع الديني أخي: السيد محمد الشيرازي (دام ظله)، فالتقيت بجماعة من أفاضل علمائهم ومثقفيهم، وبجموع من أبناء المدن والقرى في جوامعهم ومجامعهم، وتبادلنا معهم الخطب والأحاديث، فوجدتهم _ كما كان ظني بهم _ من شيعة أهل البيت الذين يتمتعون بصفاء الإخلاص، وبراءة الالتزام بالحق. وهذا البيان الذي

أجمع عليه الأفاضل من علمائهم خبر يصدق الخبر، فمن خلاله يرفع إخواننا المسلمون العلويون رؤوسهم فوق ما تبقى من ضباب الطائفية ليقولوا كلمتهم عالية مدوية : إننا كما نقول، لا كما يقول عنا المتقولون. هذا البيان الذي يقدمه إلى الرأي العام أصحاب الفضيلة من شيوخهم هو واضح وصريح لأداء دلالتين:

الأولى: إن العلويين هم شيعة ينتمون إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب * بالولاية، وبعضهم ينتمي إليه بالولاية والنسب، كسائر الشيعة الذين يرتفع انتماؤهم العقيدي إلى الإمام علي * وبعضهم يرتفع إليه انتماؤه النسبي أيضاً.

الثانية: إن (العلويين) و(الشيعة) كلمتان مترادفتان مثل كلمتي (الإمامية) و(الجعفرية)، فكل شيعي هو علوي العقيدة، وكل علوي هو شيعي المذهب.

وأود هنا _ كأي مسلم له حق الحسبة _ أن ألفت أنظار الذين يهملون قول الله تعالى:

*ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا* _ سورة النساء: 94_ الفت أنظارهم، إلى أنه قد انتهى عصر التقاطع الذي كان يسمح بالتراشق بالتهم، وجاء عصر التواصل الذي لا يسمح بمرور الكلمة إلا عبر الأضواء الكاشفة.

وأسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين كافة على ما فيه خيرهم ورضاه تعالى، إنه ولي التوفيق. حسن مهدي الشيرازي 11/ ذي القعدة الحرام / 1392ه_ لبنان _ بيروت

(43) محمد رضا بهلوي ( 1919 _ 1980م) شاه إيران 1941م خلفاً لأبيه رضا،ثار عليه الشعب، ترك البلاد 1979م، مات في مصر.

(44) وهذا نص فتواه: قيل لفضيلته: إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلّد أحد المذاهب الأربعة المعروفة، وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد

مذهب الشيعة الإثني عشرية مثلا؟ فأجاب فضيلته:

1: إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه، اتباع مذهب معين، بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلِّد بادي ذي بدء أيّ مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحا، والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة، ولمن قلّد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره، أيّ مذهب كان، ولا حرج عليه في شيء من ذلك.

2: إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مذهب يجوز التعبّد به شرعا، كسائر مذاهب أهل السنة، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى، يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم، والعمل بما يقررونه في فقههم، ولافرق في ذلك بين العبادات والمعاملات. التوقيع (محمود شلتوت)

(45) آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني رحمة الله عليه.

(46) آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمة الله عليه.

(47) أخذنا هذه الخاتمة من كتاب (حضارة في رجل) للسيد عبد الله الهاشمي.

(48) سورة البقرة: 143.

(49) سورة الزمر: 9.

(50) سورة المجادلة: 11.

(51) سورة العنكبوت: 43.

(52) سورة الحج: 39 _ 40.

(53) سورة الحجرات: 13.

(54) كان ديغول رئيس فرنسا في ذلك اليوم.

(55) سورة الأنبياء: 92.

(56) في قوله تعالى: *الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزره ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون* سورة الأعراف: 157.

(57) المقصود من (السلام) هو الشعار الفارغ الذي كان يرفعه الشيوعيون

لإغراء الشعب وإغوائه.

(58) يخاطب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، متضمناً لقوله تعالى :*يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر، وجئنا ببضاعة مزجاة، فأوف لنا الكيل، وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين* . سورة يوسف: 88.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.